2010-08-29

مو قلنا لكم أن الامريكان راح ينسحبون...انتوا ليش ما تصدكون


اوباما صرح قبل فتره ان كل الوحدات القتاليه للجيش الامريكي قد انسحبت من العراق و لم تبق غير وحدات غير قتاليه لتدريب الجيش العراقي على كيفيه طبخ الباميا و اللبلبي- أي الحمص...للمزيد من المعلومات التقنيه شاهد الصوره أدناه





ثم صرح بعد ذلك بان حرب العراق تضع اوزارها وانه اوفى بعهوده بانهاء هذه الحرب و اذا ما تصدكون اضغطوا على هذا الرابط أو شوفوا الصوره ادناه



   

ثم ذهب ليدعوا ربه بأن يحل السلام جميع ارجاء الكره الارضيه و لهذا سافر اوباما الى ارض السلام ليكون دعاؤه مقبولا..انظروا الى الصوره الملونه ادناه





و أكيد ما دام الرجل دعى ربه بنيه صافيه و قلب مفعم بالايمان في ارض السلام و بين قوم بني صهيون الداعمين الاكبر للسلام العالمي فاننا نتوقع ان يستجيب الله دعاؤه...شتكولون









 

و لقصتنا بقيه

لبيب العراقي

2010-08-27

من التراب... الشعبي

كان يا ما كان في قديم الزمان " ليس منذ زمن بعيد و لكن وضع العراق الحالي يوحي باجواء القرون الوسطى " كان هناك واحد حباب اسمه روميو جاسب من منطقه عفج. كان هذا الشخص ذكيا , لبقا و محبوبا من الجميع . كان الولد الوحيد لامه التي لم تبخل عليه باي شئ . روميو هذا كبر و ترعرع و تعلم في أحسن مدارس عفج الارسقراطيه و كان ترتيبه الاول على صفه بكل المراحل الدراسيه. استطاع روميو دخول كليه الطب بعد ان استطاع جمع معدل كبير في الامتحانات النهائيه للمدارس الاعداديه. أختار كليه الطب ليحقق رغبه خاله ثجيل الذي كان يتطلع الى اليوم الذي يتخرج فيه ابن أخته من كليه الطب و يعالجه بالمجان من الامراض التي المت به بعد الاحتلال كالزحار و الاسهال المزمن و قطع في الحبال الرابطه لحذائه و التي كان يلوم الحكومه و قرودها بالتسبب له بهذه الامراض. لكن روميو أوضح له ان أمامه ست سنوات حتى يتخرج كطبيب متدرب و تمنى ان يعيش خاله حتى ذلك الوقت و لكنه اسدى نصيحه الى خاله بان يدعوا من الله ان ياخذ عمر كل قرد في العراق فذلك ما سيعجل في شفائه ان أستجاب الله لدعاؤه

بدأ روميو سنته الدراسيه بنفسيه منفتحه على الدراسه و بتصميم على التفوق.و في يوم دراسي ممل رأى فتاه من طالبات الكليه جعلت قلبه يخفق بقوه تمنى معها لو ان تورباينات محطات توليد الطاقه الكهربائيه استطاعت ان تعمل بالقوه التي يدق بها قلبه حين رؤيته لتلك الفتاه. أصبح يراقب هذه الفتاه عن بعد فجمالها قد سلب لب قلبه كما سلب الجلبي بنك البتراء . احسًت تلك الفتاه بنظرات روميو و فهمت مغزاها . و لانه مؤدب و متردد و خجول قررت هي ان تاخذ زمام المبادره فتقدمت منه في أحد الايام و بادرته بصفعه قويه على خدًه مع بضعه كلمات فهم منها انها مخطوبه و انه أعمى لا يرى ان لم يشاهد حلقه الخطوبه في يدها و طلبت منه ان لا يتتبعها بنظراته

احس روميو بالخجل و قرر الاعتزال في بيته و ان لا يكلم أحدا على طريقه جدو سيستاني

و لكنه و بعد عده ايام و بعد ان أدرك ان مستقبله سيضيع ان لم يتابع دروسه و أن احدا لن يهتم بأمره " من باب فاليذهب الى الجحيم...من لم يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره...الخ من هذه الامثال المشجعه"  و ادرك ان عليه ان يتمسك بالكرسي الدراسي حسب نظريه  " ما ننطيهه"  للعلامه الدكتور النابغه نوري الذبياني .  فرجع الى الكليه في الاسبوع التالي و كله حماس و فتح و حزب الله ان يتابع دراسته بجد و اجتهاد و ان يكون هدفه ان يتفوق على الجميع دراسيا و بعد ذلك ستلتف كل جميلات و قبيحات الكليه طمعا في صداقه متفوق الكليه. و فعلا ادى صاحبنا روميو امتحانات تلك السنه بتفوق لا مثيل له و لكنه صدم انه كان هناك من هو اكثر تفوقا منه ممن اجتهدوا بتوزيع الدفاتر " ليست الامتحانيه طبعا " على الفاسدين من اساتذه الكليه

قرر روميو الاستمرار في نهجه على الرغم من كل هذه الصعوبات فدخل السنه الدراسيه الثانيه و في نيته التفوق على الكل بالرغم من كل المنغصات كالانقطاعات المتواصله للكهرباء و التفجيرات المدروسه و سيطره بهائم الاحزاب على الكليه و موت خاله ثجيل

توالت الايام وهو مثابرعلى الدراسه صابر على انقطاع الكهرباء و قله الماء و عفونه رائحته و مشاهدته للعديد من المخلوقات السابحه و الغواصه في مياه الشرب و من خلال مجهر الكليه تعرف على قسم منها و غض النظر عن القسم الاخر منها متمنيا انها ليست هي ما يعتقده من بكتريا فتاكه

جاء يوم و راى فتاه اخرى غير الفتاه الاولى جعلته يقع في غرامها من أول نظره. هنا نظر صاحبنا الى أصابع يدها ليتأكد انها غير مخطوبه لاحد.... و لم تكن. فقرر و بعد عده اسابيع من ملاحقتها بنظراته ان يتقرب اليها و يبادلها بعض الكلمات فتشجع و القى عليها تحيه الصباح. بادلته برد التحيه مع ابتسامه جعلته يطير عاليا كأفيال الحكومه. و منذ ذلك اليوم و هو يبادلها تحيه الصباح و الابتسامات. عرف انها كرديه من شمال العراق و ان اسمها نعيمه . كانت ذات جمال أخاذ جعلته لا ينام الليل....صحيح ان قله النوم كان سببه البق و الحر و الغبار و لكنه نسي كل ذلك و القى السبب على حبه الجديد

أستمرت هذه العلاقه العذريه الحميمه بينهما حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي زار فيه الكليه ابن خال نعيمه و المسمى بروتوس الجلبي . كان بروتوس هذا مشهور بخبثه و دهاؤه و اجتثاثه لكل حب عذري بين حبيبين . يعرفه جميع الناس بعد ان سرق بروتوس هذا المحل الذي كان يشتغل فيه و المملوك ليوليوس الشامي . منذ ذلك الحين و هو يمارس الخباثات و السرقات و الاجتثاثات بابشع صورها و من سؤ حظ روميو و نعيمه أن بروتوس هذا شاهدهم سويه و ادرك العلاقه بينهما . بدأ بروتوس بحياكه خيوط مؤامره و خباثه جديده فطار بخبر هذا الحب الى عم الفتاه نيرون البزوني . و بدا بروتوس بتاجبج النار داخل قلب العم المتنفذ " باعتبار ان والدها كان متوفي " و اللعب على الوتر الطائفي و الفارق الطبقي و الماعوني فقال له ان روميو هذا من ديره عفج و انه من العفجيين الاقحاح و لا دم ملكي نبيل يجري في جسده و ان بين عشيره روميو و عشيره البزوني فوارق دينيه و طبقيه كبيره ...فماذا سيقول عنهم قرود الحكومه او اثرياء العشيره ان علموا بامر هذا الحب...ان هذا الحب لهو المهزله بعينها

بعث عم الفتاه تهديدا صريحا لروميو باخباره انه سيلحق بسردشت عثمان ان لم يكف عن حب الفتاه و انه سيطلق كلابه لتقطًع قميصه ان لم يقطع هذه العلاقه فورا

اصبح صاحبنا روميو في حيره من أمره فأما أن يستمر بالعلاقه الطاهره بينه و بين نعيمه و اما يرضخ لتهديد عمها الارعن و فكر بعمق بالذي سيحدث له و للفتاه ان قرر التحدي . و بعد تفكير طويل و مشاهده فلم " نحن لا نزرع البطيخ " قرر روميو ان يزرع الخيار بدل البطيخ و ان يضحي بحبه خوفا على حياته

و هكذا انتهى حب روميو الثاني...يا الله...ما هذه الخيبه...سال روميو نفسه... و حتى ينسى هذا الحب قرر ان يدفن نفسه بين كتب المنهج الدراسيه و فعلا فعلها في يوم اسود و لم ينقذه احد من الموت اختناقا غير صاحبه الذي جاء ليستعير بعض الكتب منه و ليجده تحت كومه الكتب ينازع الروح

اعانه صاحبه على نفض الكتب من فوقه و النهوض و ساله صديقه...مالذي جعلك تدفن نفسك بكتب المنهج المقرر هكذا ؟؟ فكتاب التشريح وحده كفيل بان يسحق اضلاع الصدر و الحكيم ان وُضِع فوقها فما بالك بكتب المنهج كلها ...فاسر له روميو بتفاصيل تهديد عم نعيمه له فقال له الصديق...و الله لقد جعلتني احزن كما حزن طالح المطلك عندما اجتثوه من الانتخابات....و اطرق راسه يفكر بفكره تخرج روميو من حزنه و قنوطه ...و هنا اهتدى الى فكره و قال له...لماذا لا تزرع البطيخ في حديقه القسم الداخلي خلال اوقات فراغك فهذا كفيل بان يشغلك عما انت فيه ...هنا دعى روميو صديقه هذا لمشاهده فلم " نحن لا نزرع البطيخ " و الجزء الثاني من فلم " الباذنجان الاسود ينفع في اليوم الابيض " و اقترح عليه ان يجد فكره بديله....فقال له الصديق...انظر....لماذا لا تنظم الى احدى الاحزاب المتنفذه لتصبح ذا سلطه و تبوله و في وقت قصير و حينذاك لن يستطيع احد رد طلبك و قتل حبك

استحسن روميو اقتراح صديقه و فكر ان يبدأ بأحزاب في محيط حزب عم الفتاه نعيمه فذهب الى اقرب مقر حزب ليجد اليافطه المعلقه على الباب تقرأ " حزب الحمير " ففكر في نفسه بانه ليس طبيب بيطري و لن يكون انظمامه لهذا الحزب فكره جيده ..استطاع شق طريقه بعيدا عن مقر الحزب بصعوبه بسبب الحمير المتجمهره و التي كانت في مظاهره للاحتجاج على اوضاعهم التي اضحت غير مقبوله بسبب الارهاق الذي يعانونه جراء استخدامهم لتهريب فاكهه النفط بين الجبال وصولا الى ايران...و قاده الاحزاب يقولون- ماكو هيجي حجي

اتجه روميو الى الى مقر حزب " المعتبر " ليجد ان رئيسه هو بروتوس الجلبي و ليخرج من مقر الحزب و قد فقد محفظته و ملابسه و لم يبق عليه شئ الا من سدر قليل بالكاد يستر العوره . نصحه بعضهم ان يذهب الى منظمه " فجر " فهناك سيجد السلطه و المال و بامكانه قتل من يشاء دون حساب. ذهب راكضا اليهم مع انه لا يحب القتل ليجد نفسه بعد وصوله الى مقر الحزب و في اقل من دقيقه مطاردا بعد ان عرفوا انه طالب متفوق في كليه الطب و انه لا يزرع البطيخ

و هكذا كلما طرق باب حزب ما فتح له باب من جهنم حتى لعن اليوم الذي قبل فيه بنصيحه صديقه. و في الاخير نصحه احد وكلاء اعمال الملله " بستاني " بان يذهب اليه و هو من سيفرًج عنه

دخل روميو غرفه الملله بستاني و جلس امامه و الملله صامت يحدق بالسقف و خرج بعد ثلاثه ايام من غرفه الملله بعد ان فقد كل امل بان يتحرك الملله بستاني او ينطق بكلمه فقد كان كل ما يفعله الملله هو الجلوس صامتا و اكل الثريد و مال الخمس ...و اتجه روميو مباشره بعد خروجه الى اقرب مطعم و الا كان سيلحق بالرفيق الاعلى من شده الجوع و العطش





 
ادرك روميو ان الحل ليس ان يكون مع هذه الاحزاب الشيطانيه بل ان يكون صادقا محبا لكل الناس و غير مساوم على مبادئه فاتجه الى الكليه لاكمال دراسته و التركيز على النجاح و التفوق مع عدم نسيان حبه لنعيمه و الذي كان دافعا له ليكون نقيا طاهرا بعيدا عن كل الوساخات التي تمارسها الاحزاب و متنفذي الحكومه و ليكون واحده من اللبنات القويه و النظيفه التي سيبنى عليها المجتمع في المستقبل...حجي كلش قوي

مرًت السنين و كان روميو مجتهدا في دروسه متفوقا على الجميع – عدا ابناء المسؤولين طبعا – و لكنه لم ير نعيمه بعد السنه الثانيه حيث ارسلها عمها المتنفذ لتدرس في الخارج و على نفقه الدوله و في احدى ارقى جامعات العالم ...خلي ياكلون طالما ان الدفع من جيب الحكومه المركزيه

تخرج روميو...فرحت والدته...فرح جيرانه...ذهب الى قبر خاله ليقرأ له سوره الفاتحه و ليعتذر منه انه تخرج و اصبح طبيبا بعد موته و لكنه سيعوض ذلك بمعالجه كل الفقراء و المرضى المحتاجين ما استطاع

في خلال اسابيع استلم شهاده الطب بتفوق و في خلال اشهر اصبح مطاردا من قبل فرق الموت التابعه لخدم الشعب " بسبب شهادته و تفوقه و ذكاؤه " و لم يجد له حل غير ان يكون احد المهجرين في احدى بلدان الجوار

والدته الان سعيده جدا...فابنها الدكتور حي يرزق...هي لا تريد اكثر من ذلك بالرغم من انها تعيله بما تبقى من مدخراتها الذهبيه بدلا ان يعيلها هو...صحيح انها حزينه انه لم ياخذ فرصته في بلده...لم يمهلوه حتى يشتغل بشهادته...لم يعطوه الفرصه ليبني حياته و يعيل امه و يبني مستقبله و يتزوج حبيبته التي يريد و ليعيش كما يعيش اي طبيب متفوق على وجه هذه البسيطه ..و لكن امه فرحه جذلى و تكاد تبكي من السعاده ان الله قد استجاب دعاؤها في ان ابنها حي يرزق... حتى و ان كان مهجرا في احدى بلدان الجوار ينتظر الفرج قبل نفاذ المال و متخذا لنفسه ركنا قصيا على قارعه الطريق ليفرش بسطه يبيع فيها ما قدره الله ان يبيع ليسد جزء من متطلبات المعيشه بانتظار اليوم الموعود.....ولا يزال روميو ينتظر بأمل حتى و بعد مرور عده سنين على حالته تلك و نسيانه لكل ما درسه في الكليه.....و  آآآآآه يا زمن شسويت بروميو و بالاف مثل روميو- اطباء و مهندسين و فنيين و طياريين و مدرسين و غيرهم- يبيعون معه الان على البسطات في بلدان المهجر و يدعون من الله ان ياتي اليوم الذي يشاهدون فيه الشمس و هي تشرق في العراق

انتهى الجزء الاول...انتظروا قريبا الجزء الثاني من القصه

الجزء الثاني....شنو هالسرعه

لم يتغير حال رميو عن حاله في نهايه الجزء الاول...الشئ الوحيد الذي تغير هو ان الامن الاقتصادي منع البيع في البسطات على قارعه الطريق و اصبح يعيش و من معه من اصدقائه على فتات ما تقدمه بعثه الامم المتنفذه في ذلك البلد بأنتظار اليوم الموعود  الذي اشرت اليه في الجزء الاول ....ها اتذكرت... و الشئ الثاني الذي تغير عن الجزء الاول هو ان القرود كبر حجمها و صاروا غوريلات ذوات حجم عظيم و فرخت قبائل امما...ما شاء الله....خلي ياكلون.....أنتهى

مقتبسه من رائعه شكسبير الخالده علاء الدين و المليون حرامي....بتصرف








2010-08-14

سفرتي الوحيده الى خارج العراق

الدنيا حر تسمط...حتى بالليل و الشمس قد رحلت يبقى الحر لا يحتمل. و حتى نتجرع الحر و ساعات الليل البطيئه في ظل انقطاع الكهرباء قررنا انا و اصدقائي ان نتجاذب اطراف الحديث ليلا وحتى ساعه متأخره ثم نتناول طعام السحور و نحاول ان نحظى باغفاءه صغيره قبل الذهاب الى اعمالنا مبكرين جدا " اعتقد افتهمتوا شدا أقصد بالمبكرين جدا " و باعتبار اننا قطعنا الامل باي تحسن ملحوظ في زياده ساعات امداد المواطنين المساكين امثالنا بالكهرباء و حتى لا نثقل على اي واحد منا قررنا ان تكون مكان جلسه السمر هذه دوريه, اي كل يوم في بيت احدنا الى ان ينقضي رمضان أو ياتي الله بامر كان مفعولا

البارحه كان موعدنا في بيت صديقي حيدر نقضي الليل الثقيل و نتجاذب اطراف الحديث..فطلب مني الجميع ان احدثهم عن رحلتي الاخيره الى ماليزيا لزياره قريب لي..في البدايه حاولت التملص عن الحديث حول هذه الرحله و لكن الجماعه اصرًوا " يعني الحًوا " ان احدثهم عن الرحله

نفخت ريشي و عدًلت من جلستي و كاني الرحاله ابن بطوطه زماني و قلت لهم

شوفوا يا جماعه الخير...في البدايه لازم الواحد يحصل فيزا قبل الذهاب الى اي دوله...و باعتبار قريبي الساكن في ماليزيا دكتور يدرس باحدى اعرق الجامعات الماليزيه و باعتبار جوازي يشير اني من بلد الحضارات العريقه في وادي الرافدين فكانت معامله الحصول على الفيزا سهله جدا...اخذت منه حوالي السنه و نص و طن من الشهادات و الوثائق و عدم المحكوميه و شهادات طبيه تثبت اني قادر على رفع مائه و عشر كيلوات في رفعه النتر و اثنين من اعز اصدقائي في رفعه الخطف كما تم تجهيزهم بوثائق تثبت لهم اني اخذت كل انواع التلقيحات ضد الامراض الساريه و الواقفه و اني قد تناولت فاكهه الموز و الفراوله سابقا...كما عززت الوثائق و كما طلبوا بصور لي عندما كنت في طفلا " بملابس و من غير ملابس " ....اما عن التكلفه فاعتقد انها كانت قليله لان قريبي لم يأخذ مني اي شئ و اكتفى بالقول بأني لو اشتغلت للخمسين سنه المقبله بشهادتي فاني لن استطيع سداد نصف التكلفه...و بالاخير و الحمد لله تم منحي الفيزا...بس بعدين طلعوا قرار لغوا فيه الجوازات القديمه و كان علي استحصال الطبعه الجديده من الجواز...قريبي تفهم الموضوع و قال لي....طبًك مرض انته و الجواز الجديد...بس الحمد لله ببركات الوالد و توسلات الوالده بقريبي هذا و بعد المرور بعمليه ودًي الليف و جيب الليف تم تحويل الفيزا من الجواز القديم الى الجديد و صرت جاهز للطيران الى قريبي هذا

شاهدت أعراض الكآبه و النعاس تظهر على وجوه اصدقائي فطلبت من خالتي ام حيدر عمل طخم شايات للكل استعدادا للجزء الثاني من القصه

و بعد ان طفحنا الشايات بدأت باكمال القصه فقلت لهم : بعدين جاءت مرحله جمع النقود اللازمه للرحله بس مراح ادخل بتفاصيل هذه المرحله احتراما لنفسي و خوفا من فقدان احترام القراء لشخصي الكريم

المهم جاء يوم السفر و أعتقد ان الكل شهد على محبه اهل الطرف لي...هاي اللي كسرت تٌنكًه و" ما أعرف منين جابتهه " و سمعتها و هي تدردم و تقول " باب اللي تودي " و جاره ثانيه سمعتها تنادي ابنها الصغير و تقول له " روح لابو جاسم الدلال و كلله قررنا ما نبيع البيت الى ان نشوف هذا الشفيه راح يرجع ام لا " و جاره ثالثه نادت على البقال و طلبت كيس كبير من الحلويات " اعتقد ان نتيجه فحص السكري مالهه كان سلبي و احبت ان تحتفل بهذه المناسبه لاني دائما كنت اسمعها تقول لي انه محد راح يسبب لها السكري غيري انا " اما جارنا ابو عدنان فرايته يسجد لله و عندما نبهته الى ان موعد الصلاه لم يحن قال لي انها سجده الشكر..فهو على الاكثر كان سعيدا بالنتيجه السلبيه لفحص السكري مال الجاره الثالثه...الحقيقه كنت اشعر باجواء السعاده الغامره ترفرف بين ابناء شارعنا و كان يعزً علي فراقهم دون مشاركتهم بافراحهم هذه و لكن ماذا اعمل...فقد كنت ملتزم بموعد السفر

استقليت سياره الاجره الى المطار و وصلت الى المطار قبل موعد اقلاع الطائره باربع ساعات...كان علي ان استقل الطائره الى بلد عربي ثم انتظر في المطار لعده ساعات قبل ان استقل الطائره المتوجهه الى ماليزيا...و في المطار و بعد المرور بمرحله فحص الحقائب و مص الجيوب جلست لانتظر موعد اقلاع الطائره...اضرب بهه لبيب..فكرت في نفسي ....أخيرا راح تشوف الطياره و تركب بيهه و تشوف العالم من فوق...يا جماعه ما صدكت نفسي و حسيت راح اطير من الفرح و بدون طياره.....و لكن و بعد ساعتين من الانتظار الممل سمعت مكبرات الصوت و هي تعلن عن الغاء الرحله.....يبووووووو....معودين شنو...شصار ؟

رحت اتوسل بموظف الاستعلامات فقال لي ان وفد حكومي مستعجل قد قرر و في اللحظه الاخيره السفر الى ذلك البلد العربي و عليه فقد تم حجز هذه الطائره لهم و الغاء حجوزات المسافرين العاديين امثالي ...آني شصار بيً من سمعت بهالخبر....قلت لموظف الاستعلامات و بكل شموخ ...معود ابو الغيره...اروحلك فدوه....عندي موعد مع طائره ثانيه متوجهه الى ماليزيا بعد عده ساعات و أذا لم اصل في الوقت المحدد فاني لن استطيع السفر الى هناك....فقال لي الموظف و بكل ادب....شسويلك...يطبك مرض...ليش ما سافرت قبلها بيومين او ثلاثه .. فشرحت له ان نقودي بالكاد تكفيني و اني لا استطيع ان اتحمل تكاليف اكثر...ايضا و بكل ادب قال لي...يطبك مرض...هاي مشكلتك مو مشكلتي...ايضا و بكل عزه نفس قلت له...اروحلك فدوه...معوًد آني على الله و عليك...سويلي جاره

فاجابني و قال لي.....لا ماكو داعي احكي لكم كل الموقف .......اخليكم محترميني احسن

المهم و انا اتوسل بالموظف  بكل رفعه و اباء شاهدت الوفد الحكومي يصل صاله المطار ليستقل الطائره...راوني و انا اتوسل...الظاهر ان الموقف أعجبهم... فالوفد كله كام يباوع عليً وانا اتوسل...قسم منهم طلع الكيس و كام يكرز حب شمسي قمر و هو ينظر الي و القسم الاخر راحوا اشتروا شاميه و بيبسي و طبكوا مع القسم اللي كان يكرز و صار الكل يباوع علي...الظاهر بلاغتي اللغويه في قاموس التوسل قد نالت اعجابهم

المهم و بعد ربع ساعه نشف ريقي و بعد صوتي مكام يلطع...واحد حباب من الوفد قال لموظف المطار...يمعود خليه يجي ويانه...هذا مبين خلصان...صدك لو كالوا...الحكومه في خدمه الشعب...ما قبلوا على نفسهم يشوفون واحد عراقي يتوسل بهاي الطريقه

المهم خلوني اصعد الطياره ويه الوفد....الحقيقه آني الوحيد من بين ركاب الطائره اللي كان جالس على الارض مع العلم ان نصف مقاعد الطائره كانت فارغه....يلله....يمكن راح يشيلون كم نفر بطريقهم....بس خلف الله على واحده من المظيفات و التي سقتني بعض الشاي مع بعض الصمون و الجبن...يلله...غير ماكو مكان و مو زين صعدوني وياهم

وصلنا الى مطار الدوله العربيه الثانيه و استقبلنا موظف الجوازات بكل ادب..و لكن ملامح وجهه تغيرت عندما عرف اني لا أحمل جواز سفر ديبلوماسي كبقيه اعضاء الوفد فنهرني و بعنف لاني كنت واقف مع جماعه ال في آي بي...آني هماتين ما عرفت شنو هذا الفي آي بي...يمكن لقاح جديد مال انفلاونزا القرود و امي نسيت ان تاخذني الى المستوصف حتى يعطوني هذا اللقاح...عيني حقهم...يخافون على بلدهم من الوباء...مثل جماعتنه بالضبط

المهم رحت و وكفت بالسره اللي واكفه بيه كل العالم اللي ما ملقحين بهذا اللقاح.... نبهني ضابط الجوازات الى ان الفيزا هي فقط للترانزيت و لا يحق لي الخروج من المطار لحين موعد اقلاع طائرتي...فقلت له...عمو الضابط...شنو طائرتي ...آني ما عندي طياره...هاي طياره الماليزيين...نظر الي نظره غريبه لم افهم سببها و قال لي...امشي من خلقتي احسن لا بعدين ارتكب بيك جريمه

هذا ليش صار عصبي...يلله و لا يهمك لبيب...بعد كم ساعه راح تطير و تنسى هذه المقابله الفجه من هذا الموظف...موعد اقلاع الطائره المتوجهه الى ماليزيا بعد اربع ساعات...فقررت ان اتجول في المطار لحين قدوم موعد الاقلاع وفي هذه الاثناء شربت الكثير من الشاي و النسكافه الغاليه – بعد كمت ابذر

هناك و شفت بعض من موظفي امن المطار يدققون في جوازات المسافرين...آني شعليه...عندي جواز جديد و ابو الطمغه الفسفوريه...محد راح يكدر يكلي على عينك حاجب

اقترب مني رجال الامن و سالوني عن جوازي...انطيتهم الجواز الجديد ابو الطمغه الفسفوريه...اشو باوعوا عليه و كالولي...أمشي ويانه...طبعا كالوهه وبكل أدب و بتوسلات تفوق الوصف...و أني هم انقهرت عليهم فرحت وياهم

اشو هذوله فوتوني بغرفه كلهه عراقيين..ولك شنو السالفه....سالت من كان بالغرفه فقالوا لي انهم سمعوا ان هناك احد العراقيين المهمين قد اغتيل في هذا البلد و عليه فقد قرروا احتجاز كل العراقيين في المطار لحين التحقق من هويه القاتل...يمعودين...آني شنو علاقتي بكل هالحجي ..الطائره المتوجهه الى ماليزيا ستطير بعد سويعات قليله و سيفوتني موعد الطيران....اخذت ادق الباب فجاء احد افراد الشرطه و نهرني عن الدق..فشرحت له الموقف و كيف ان موعد الطائره سيفوتني...ايضا و بنفس الادب و الكياسه التي واجهني بها كل موظفو المطارات قال لي...هاي مشكلتك...مو مشكلتي

هاي شلون طركاعه يا ربي...هنا انتبهت ان اصدقائي في جلسه السمر نصف نيام فناديت خالتي ام حيدر و طلبت قاط شايات حتى نصحصح فاجابتني ...وليدي اذا تريد شاي كوم خدره انته بنفسك...يا ابو النسكافه

ترزلت من قبل خالتي ام حيدر و رب الكعبه...أحترمت نفسي و قمت و عملت الشاي بيدي الكريمتين

و بعد ان شربنا الشاي الحبري اكملت لاصدقائي بقيه القصه

و انا اتوسل بالشرطي الواقف على الباب جاؤا باحد العراقيين ووضعوه معنا في الغرفه و لكني عرفت هذا الشخص في الحال...فتقدمت منه و قلت له...هاي منو,,,انته مو سعيد خالد...عرفني سعيد في الحال لاننا كنا زملاء في المدرسه الاعداديه... فتبادلنا القبل و العناق لاني لم ار سعيد منذ ان تخرجنا من الاعداديه

في هذه الاثناء بدأ مفعول الشاي و القهوه التي شربتها يظهر...فاحسست اني احتاج الذهاب الى دوره المياه...دققت الباب و طلبت من الشرطي ان يسمح لي بالذهاب الى دوره المياه و لكنه لم يقبل

رجعت الى سعيد و حاولت ان اتجاذب معه اطراف الحديث عسى و لعل جسمي ينسى الذهاب الى الحمام فقلت لسعيد...هاي وينك...من زمان و انته ماكو... وين صرت...قلتها و انا اتلوى فسالني سعيد ان كنت بخير فقلت له...لا تقلق..كل ما احتاجه هو الذهاب للحمام و لكن هذاالشرطي لم يوافق...و سالته مره ثانيه عن سبب غيابه المفاجئ فقال لي..معود...آني هاجرت لكندا يم زوج اختي من قبل عشر سنين و انا اعيش حاليا هناك و جوازي كندي...فقلت له...اذا جوازك كندي لعد شكو جايبيك الجماعه هنا...فقال لي...ما أدري...شرطه المطار سالوني انته منين فآني و باعتزازي بجذوري اجبتهم باني من العراق فقالوا لي ممكن تتفضل معنا لانه عندنا كم سؤال

فقلت له...سعيد...انته انضربت بوووري " طبعا هوه يعرف شنو هذا المصطلح " فسالني عن السبب فشرحت له السبب في تجمعنا الكريم هذا

هنا جن جنون سعيد و أخذ يضرب على الباب..فتح الشرطي الباب و اذا بسعيد يصرخ بوجهه...اريد ان اكلم السفاره الكنديه حالا...انتم تحتجزونني بغير وجه حق....انا اريد ان اكلم السفير الكندي حالا فانا مواطن كندي

اشو الشرطي بس سمع كلمه مواطن كندي صعق و اخذ يصرخ على زميله لياتي بالضابط...اتى الضابط على وجه السرعه و فهم ان سعيد يحمل الجنسيه الكنديه....هنا اشتغل البوس و التاسفات من قبل هذا الضابط لصديقي سعيد... اخي احنه اسفين...و امسحها بهاي الشنب...و بعد ما تكرر مره اخرى و من هاي الجنجلوتيه اللي تبرد القلب و اللي صارلي هواي و من زمان ما سامعهه من رجل دوله رسمي

المهم طلع سعيد و بقيت آني اتلوى...اريد اروح للحمام...فكلت خلي اسوي مثل ما سوى سعيد...فبديت اصرخ و ادق الباب...فتح الشرطي الباب فصرخت في وجهه...اريد اشوف السفير العراقي....لازم اتصل بالسفاره لانكم تحتجزوني بدون سبب...و آني اريد اروح للحمام لانه بعد مدا اتحمل

طبعا الدنيا تحول لونها الى بمبي مثل ما تكول الاميره النائمه سعاد حسني...و بدل الشرطي صاروا خمسه...و اشتغل البوس و التأسفات بس على الطريقه الهنديه ...هسه كل هاي كوم و روحتي للحمام كوم

المهم و بعد ساعه طلعت معزز مكرم بعدما رحت للحمام و بدلت هدومي و خاصه القسم الاسفل من الملابس الداخليه لان الباص اللي يروح للحمام تأخر شويه...بس الحمد لله موعد الطائره بعد ما راح

و هناك صار موعد الطياره فأتجهت الى باب المغادرين للصعود الى الطائره...موظف الجوازات باوع على الجواز و باوع على وجهي و قال لي...اشو انته مدا تشبه نفسك بالصوره... فكما ارى ان هناك دوائر سوداء حول عينيك و الصوره خاليه من هذه الدوائر و شفايفك بالحقيقه اشبه بشفايف الله يستر عليهه انجلينا جولي بينما بالصوره الشفايف عاديه كما و ان الشعر اللي بالصوره سرح و كثيف بينما بالواقع شعرك مجعد و قليل و هكذا عدد موظف الجوازات حوالي اربعه و عشرين فارقا بين الصوره و بين وجهي فقلت له و بكل رفعه و عظمه...الله يخليك حضره الضابط...هاي صوره جديده لم يمرعليها أكثر من شهر...و لكن زملائك الله يسامحهم عملوا لي حفله وداعيه قبل قليل و انا من الفرحه شويه ملامحي تغيرت

كان هناك ضابط آخر يقف بجانب موظف الجوازات ...مال عليه و همس في أذنه بعض الكلمات فضحك موظف الجوازات " ما أعرف ليش " و ناولني الجواز و قال....روح اخي ...الله معك.... و الله عفيه بيهم موظفي المطار...شكد مؤدبين و يحترمون الواحد

و انا جالس في مقعدي بالطائره المتوجهه الى ماليزيا ظليت اسال نفسي سؤال واحد....زين سعيد مثلي...عراقي أبن عراقي...زين ليش هوه احترموه و آني لا...يعني قتلوا الفرحه بداخلي في سفرتي الوحيده الى خارج العراق...ليش هيجي العراقيين ماعدهم حظ

هنا احسست ان كل اصدقائي الذين يشاركونني في جلسه السمر نايمين على روحهم من التعب...آني هم اتسحبت و شلت نفسي و رحت لبيتنا بهدوء حتى لا ازعج نومتهم

من هذاك اليوم لليوم...ما انعقدت اي جلسه سمر ثانيه...و كلما أسال اصدقائي يجاوبوني و يكولولي...ما كو داعي...الحر ارحم....زين شنو اللي صار و خلاهم يغيرون رايهم و يلغون جلسه السمر....الملاعين....بس لا جارين خط من المولده و ما يريدون يكولولي...و الله لو تبين انه فعلا جارين خط من المولده صدك فلا بعد احجيلهم اي قصه


بعد الافطار



2010-08-13

هسه ما افتهمنه...المحبس وينه

علاوي راح يسوي تحالف مع الاكراد و يشكل الحكومه....لا لا الحكيم راح يسوي تحالف مع الصدر و المالكي و يسوي حكومه... لا لا شنو هالحجي....علاوي راح يشترك مع المالكي و يشكل الحكومه...معوًد انته شدهرطق تره الحكيم راح يطبك ويه الاكراد و يشكلون حكومه...هاي انته شكد عتيك..هسه يكلًك الصدر راح يصير ويه علاوي ...زين بفد لباس و يشكلون الحكومه...اهووو ..انته نايم و رجليك بالشمس اليوم الاخبار تكول الحكيم راح يشترك ويه الصدر و يحاولون يقنعون حسنه ملص ان تنظم للتحالف و يشكلون الحكومه...يابه و لا واحد بيكم يفتهم...الصدك ان الصدر و الاكراد راح يقنعون المالكي و الثلاثه يشكلون الحكومه....شوف هذا شديخربط...بابا حزب الحمير الكردي راح يطبك ويه علاوي و يشكلون الزريبه...عفوا قصدي الحكومه..انته الظاهر الحر بدأ ياثرعلى مخك...الحقيقه هيه انه كتله الحكيم راح تشترك مع كتله علاوي و الصدر و تشكل الحكومه...لا يمكن هاي كلناها سابقا...خلي نعيد الاخبار من جديد  

و لحد الآن لم يحزر أي واحد المحبس بأي أيد....كل رمضان وانتم و لعبه المحيبس بخير



2010-08-12

قصه قصيره من الخيال العلمي

المشهد الاول

نظر الى مزرعته الكبيره المتراميه الاطراف و التي استحوذ عليها من مالكها السابق الذي تم تهجيره و قال في نفسه و هوينظر اليها من خلال شباك غرفته في اعلى القصر...يا لها من مزرعه جميله تسر الناظرين..لكني اريدها اكبر لدرجه اني لو اطلقت فرسا تركض لما استطاعت ان تخرج من ملكي هذا و لو ركضت لاسبوع بلا توقف...هكذا اريدها...كبيره. و أجال بنظره يمينا و يسارا من اعلى القصر و هو يكاد يلتهم المزرعه بعينيه

حسنا فعل المهندس , قال في نفسه , فقد بنى هذه الغرفه في اعلى اعالي برج القصر... عاليه جداو لكني اريدها اعلى من هذا و خاصه عندما تكبر مزرعتي ...حتى ارى ابعد و ابعد...سأمره ببناء طوابق اضافيه فوق هذه الغرفه و ساجلس في اعلى القمه...يا لها من متعه ان انظر و ارى كم هي كبيره مزرعتي و انا جالس في اعلى البرج

 
المشهد الثاني

تجمع امهر اطباء و حكماء المدينه حوله . جال بنظره بينهم و سأل خادمه ..اهؤلاء امهر الماهرين في الطب. نعم سيدي اجابه الخادم فقد اتينا بهم من خارج المدينه و اخترنا اكثرهم حذاقه و جئنا لك بهم. و من منكم يقود هذا الفريق ؟ سأل الاطباء فتقدم احدهم و قال...انا يا سيدي و سأشرح لك حالتك...دمك يفسد داخل جسمك و لا نعرف السبب. و اذا استمر الحال على ما هو عليه فسيتسمم جسمك الى حد الموت. نظر الى الطبيب و سأله...أهناك علاج...الستم أمهر الاطباء ؟ يجب ان تعرفوا العلاج كما عرفتم المرض. نعم سيدي ..نحن نعرف الحل اجابه قائد الفريق...يجب ان نضخ دما في جسمك ليستبدل الدم الفاسد...و لكننا نحتاج ان نفعل ذلك كل يوم..المشكله ان ليس هناك دم كافي لعمل ذلك

هنا ابتسم مغتصب المزرعه و نظر الى الاطباء و قال لهم...أذن سأعيش...تركهم في دهشه مما يقول فليس هناك دما كافيا لابقائه لاكثر من يوم


المشهد الثالث

اكتمل بناء الطوابق الاضافيه للبرج و هو يستطيع الآن ان يرى لمسافه بعيده...اشترى كل المزارع القريبه ومن لم يبع له تعامل معه بطريقه أخرى جعلته في النهايه يملك كل المزارع المتوفره في المنطقه

لم يكن كل ذلك بقريب عن رضاه . لا يزال يريد ان تكون المزرعه اكبر و اكبر

و في تلك الاثناء سمع صراخ عال من الغرفه المجاوره...يا لهؤلاء..لماذا لا يستسلموا لقدرهم بهدوء...ما أزعجهم

في الغرفه المجاوره كان هناك الكثير من الاجهزه المعقده لسحب الدم و ضخه. كان هناك سرير مسجى عليه شخص يصرخ و يستغيث و الاطباء من حوله لا يبالون به. نظر صاحب المزرعه الى المشهد و فكرفي نفسه بانه محظوظ لان فصيله دمه تجعل جسمه يتقبل دم من كل الفصائل و كل ما يجب فعله هو استمرار التواطؤ مع قاضي المدينه الفاسد و اجهزه الشرطه المرتشيه و الصاق التهم بالناس و حكمهم بالاعدام بتفريغ اجسادهم من الدم لديمومه توفير الدم له...اما التهم فما أسهلها...تهمه سياسيه لاي سبب كان...ثم أعدام مؤكد.. مما يعني المزيد من الدماء التي يحتاجها..ما أسهل كل ذلك في زمننا هذا


المشهد الرابع

تفحص النجار الكرسي...دار حوله عده مرات ثم وجه كلامه الى مغتصب المزرعه...سيدي...وزنك يزداد بشكل غير طبيعي يوما بعد يوم...حجمك كذلك فانه بزياده طرديه مع الوزن...لم أشاهد حاله كهذه في حياتي و لكن...يجب ان نصنع كرسي آخر أكبر من هذا الكرسي بكثير نظرا لزياده وزنك و حجمك..و يجب أن نصنعه متينا...كبيرا...و قويا ليتحمل هذا الوزن العظيم و أي زياده مستقبليه سواء في الوزن أم الحجم...وافقه مغتصب المزرعه في الحال لانه يعرف انه لن يتوقف عن تناول الدم


المشهد الأخير

الكرسي الجديد اصبح بالكاد يتحمل حجم و وزن مغتصب المزرعه... فالدم المنقول له في كل يوم جعل وزنه يزداد بشكل غير متوقع و كذلك حجمه...لكنه سعيد جدا بأن مزرعته يزداد حجمها كذلك...فكر في نفسه...بهذا الدم سأعيش الى الابد . جال بعينه يمينا و شمالا من غرفته الواقعه في أعلى البرج و قال لنفسه...ما أبهى ما أرى...كل العالم أصبح تحت قدمي...ما من منافس ينافسني و لا أحد يحكمني...تململ من حجم الكرسي الجديد و فكر في نفسه...اعتقد أني احتاج الى كرسي أكبر...حتى الكرسي الجديد اصبح لا يتحمل وزني أو حجمي...أعرف أن الاطباء نصحوني بالتقليل من نقل الدم لاني لا أحتاج لهذا كله و لكن ماذا أفعل...أصبح جسمي يشتهي الدم حتى و أن لم يحتج له

في هذه الاثناء سمع صرير و طقطقات تصدر من أرضيه الغرفه العاليه...ظنها في البدايه ان الكرسي الجديد بدأ يتصدع و لكنه لم يستطع النهوض و الخروج من الكرسي فقد حٌشر جسده فيه...و هناك رأى ان الارضيه بدأت تتشقق فادرك ان الاصوات ناتجه عن هذا التشقق..أدرك ان أرضيه الغرفه اصبحت لا تتحمل كل هذا الوزن....حاول النهوض من الكرسي و لكنه كان عالق فيه...أخذ يصرخ و يستنجد و لكن الارض كانت تتشقق سريعا من تحته و ما هي الا لحظات حتى انهارت ارضيه الغرفه لتهوي به من هذاالعلو الشاهق الى اسفل البرج. و هو يهوي ادرك انه نسي ان يعزز تحمل ارضيه الغرفه لتتحمل وزنه لان تركيزه كان منصب على الكرسي...ادرك خطأه و لكن بعد فوات الاوان...سمع الجميع صراخه و هو يهوي ليتناثر جسده اشلاء في خلال لحظات...ساد الصمت المكان... و لكن بقيت زقزقات العصافير مسموعه و بوضوح اكثر من السابق



ملاحظه: هذه القصه هي محض خيال و لا تمت باي صله لاي احداث على ارض الواقع قد تتشابه مع احداث القصه...مو تورطوني...تره البارحه كصيت اظافيري و عليه فأن جسمي ما يتحمل اي صونده...حبابين




اللهم أني صائم


انقر على الصوره اذا ما لابس نظاراتك

2010-08-11

هو الوضع كله صار عجاج في عجاج

مهداه الى الصديقه جيفاريه معشتره- من شلتنا.. شله غار عشتار

سمعت عن الاجتماع الثنائي الثالث بين ايران والعراق حول دراسة الطرق وايجاد الاليات والحلول على الصعيدين الثنائي والاقليمي لمواجهة العواصف الغبارية و باعتبار عندي ربو و كحه و طول في اظافر اصابع الرجلين و حول في العين اليمنى قررت ان اتجسس لاعرف عما سيدور في الاجتماع الثنائي الرابع و قررت ان اجند لهذا الغرض عصفوري الحباب الذي ياتيني بكل الاخبار....ذهبت الى قفص العصفور و اخبرته بعزمي على معرفه ما سيدور في الاجتماع الثنائي القادم الذي سيعقد في طهران و طلبت منه الطيران الى هناك و نقل كل ما يدور في هذا الاجتماع و اخباري به....نظر الي العصفور و قال لي باستهزاء...عمي لبيب...انته من كل عقلك...فجاوبته و قلت له...طبعا من كل عقلي...فانا اريد ان اعرف ماذا سيدور في هذا  الاجتماع...فاجابني....لا لا...عمي لبيب...انا قصدي من كل عقلك آني اكدر اطير الى طهران...شنو انته متوقع انه الدخن اللي توكلني اياه لو نخاله طحين الحصه راح يخلوني اطير كل هالمسافه الى طهران و ارجع لك سالم غانم...هوه انته ماكل الاكل اللي دتنطيني اياه حتى تعرف شنو معناه طلبك هذا ؟؟؟ آني هم حسيت اني ترزلت من قبل عصفوري....فار دمي....فقلت له....شوف عصفور...احترم نفسك....تره و الله انتف ريشك ريشه ريشه...فقال لي...هو ههم بقه بيه ريش تنتف بيه...مو من الحر و القهر و اكل النخاله وكع كل ريشي...معود دروح وكلني لبزونه الجيران و خلصني من هذا البؤس احسن لي

هاي شنو ...و الله عمي طلع هذا العصفور شجاع و يعبر عن معاناته بكل صراحه....آني هم قررت اغير اسلوبي وياه و اجيه بالعيني و الاغاتي فقلت له

معود عصفوري...آني منو عندي غيرك...مو آني هم اداريك و انطيك حب و ماء و بعض المرات سكائر ...بعد شتريد...مو آني قبائل كامله من الجريديه بدأت تلعب بعبًي من سمعت بهالاجتماعات الثنائيه و اريد اعرف شراح  يناقشون و شنو راح يقررون بهذا الاجتماع

باوع عليه العصفور و قال لي....زين افتح باب القفص حتى نتفاهم.....فقلت له...بس المفتاح وياك...فاجابني...هااا...و الله نسيت...فقام العصفور و فتح لي باب القفص الذي كنت انا محبوس فيه...فشكرته على معروفه

هنا وقف العصفور على الشباك و قال....عمي لبيب...هاي صار لي كم شهر آني وياك و ما شفت غير القهر و النكد ...خليت ريشي يقع من كثره قراءه الاخبار السياسيه اللي لو فيل يقراهه يموت من الضعف و نحول الجسم...كافي قهر كافي...كافي حزن كافي...كافي كافي كافي...و هنا رمى العصفور نفسه من الشباك دون ان يحرك جناحيه فسقط منتحرا....اهئ اهئ اهئ...مات عصفوري الذي كان انسي الوحيد . فقط اللي فرح هوه عتوي الجيران الذي اتى ركضا ليواري جسد العصفور في بطنه

انتحارالعصفور لم يزدني غير اصرار على معرفه وقائع الاجتماع القادم...فقررت النزول الى سوق الغزل و البحث عن طائر يقوم بالمهمه...بحثت في كل ارجاء السوق و شفت العجب..نعامات , اسود , افاعي و حتى تمساح ...اي و الله حتى تمساح...ما ادري منين جابوه بس كان ابو ابوه منسمط من الحر...و المسكين كان يعاني من الجفاف و صاحبه كان يرشه بالماء بين فتره و اخرى و هو يتلوى من الجفاف بين هذه الفترات...خلًي يجي عصفوري اللي انتحر و يشوف القهر...جان حمد ربه على ما كان به من نعمه...يلله...الله يرحمه و يهني عتوي الجيران بلحمه

افتريت هوايه و تعبت من الفر...حيوانات كثيره...طيور متنوعه...زين منو اختار لهذه المهمه...اشو و انا احك براسي من الحيره سمعت صوت يناديني " ها...شو دتحك براسك " التفت فرايت غراب اسود حبيس بقفص كبير...التفت يمينا و شمالا لاعرف مصدر الصوت لاني لم اتوقع ان الغراب هو من كلمني و لكنه كان هو من كلمني فقد وجه كلامه لي للمره الثانيه و قال...شنو...مشايف غراب يحجي....فقلت له...و الله عمي كلشي صرنه نشوف بهالزمن الاغبر....فيل يطير...اخرس يحكم....و قبل كم يوم جان عندي عصفور يحجي بس راحلك فدوه

فقال الغراب....شوف...آني ما احجي ويه كل واحد...بس انته مبين عليك ابن ناس و حبيت ادردش وياك

ماادري شلون عرف آني ابن ناس...اشو جواريبي كل تكه لون...تكه من زجاج مناظري مكسوره و ما عندي فلوس ابدلهه...ساعه اليد مختفيه و لم يبق منها غير السوار فقط...لا فانيله داخليه بس هاي سهله اكدر الوم الحر على عدم لبسها....فسالته: زين اذا اشتريك و اطلعك من القفص ترضى تروح كروه لايران

فاجابني :  اعوذ بالله...ما لكيت غير ايران..مو آني كلهه الطيور و الحيوانات اللي هنا ما تقبل تحجي ويايه و مطلعين روحي...شافوا لوني اسود باسود فعبالهم واحد آيه الله مال هالوكت.... كلهم صاروا ينصبون عليً ... و انته جماله تريد توديني لايران...ليش هيجي...شنو آني مصبح اليوم بوجه غراب لو شنو ؟

فقلت له...هسه شتكول...هذا ما عندي في الوقت الحالي ...موافق من حيث المبدأ على المهمه ام لا...فاوما براسه علامه الايجاب و قال متمتما...احسن من هاي الحبسه

فسالت البائع عن سعره فقال لي : عمي هذا الغراب مخرًع كل الحيوانات اللي بالسوق...عبالهم ملله مال هالوكت...عمي شكد ما تنطيني انعم الله ....و اذا تريده ببلاش هم ميخالف

هاي شنو...طلع حتى البائع ملاحظ المساله مال صاحبنه الغراب..فقلت للبائع...عمي انته هم موكله و مشربه للغراب...راح انطيك بيه خمسه الاف دينار حلال زلال...فقال لي البائع...ميخالف...و القفص ماله هديه مني اليك

اخذت الغراب الى البيت لاشرح له المهمه و الحقيقه كان غراب في غايه الادب طول الطريق و هو صامت و يكرز حب و ما نطق و لا كلمه و كلما مرت بنا وحده حلوه و جميله اسمعه يتنهد و يكول.. شوكت يا ربي شوكت...يمكن كان مستعجل و يريد يوصل البيت بسرعه

وصلنا اخيرا للبيت بعد ان عبرنا كل الحواجز الكونكريتيه و السيطرات بامان بس العجيبه كلما مريت بواحده من السيطرات اسمع الكل يتعوذ من الشيطان الرجيم ...يمكن نزل عليهم الايمان دفعه واحده بسبب حلول شهر رمضان...الله يديم الايمان

فرشت خارطه العالم على الارض و اخذت اشرح للغراب موقعنا الحالي و اين تقع طهران و اخذت اشرح له المهمه و ما يتوجب عليه ان يسمع و يرى و ينقل لي...الغراب كان ينصت باهتمام بالغ و هولا يزال يكرز الحب...و عند انتهائي من شرح المهمه نظر الي و قال....لبيب...انته الظاهر تشوف هوايه افلام اكشن...زين مو اسهل لك و لي ان تشاهد الاخبار في الفضائيات و انته تعرف تفاصيل الاجتماع

الحقيقه هذا الغراب طلع يناقش و يسال اسئله محرجه...مومثل العصفور السابق و المرحوم حاليا...كان المسكين يسمع و ينفذ بدون مناقشه

قلت للغراب...حبيبي...المشكله انه بالاخبار ما يكولون كلشي...يكولون اللي يريدوننا ان نسمعه ..بس مو هذا بالضروره اللي دار بالاجتماع...انته شنو...ما سامع بمبدا التقيه و اللي يكولك احجي شئ بس اللي بقلبك شئ آخر

شاهدت الغراب و هو ينصت لي باهتمام...آني هم نفشت ريشي و نفخت نفسي تكول عبالك طبل ...حسيت انه آني تعيقلت براس الغراب و سويت نفسي افتهم و المسكين صدقها

اجابني الغراب....شوف يا ابن الناس....انته الظاهر ما عندك شغل عمل و تريد تضيع وقتك و وقتي...بس ما يخالف....على الاقل اروح اشوف بلاد جديده و أغير هوا و اشوف شويه كهرباء...بس اريدك توكلني و تشربني للايام الثلاثه المقبله استعدادا للرحله الرمضانيه الى طهران

قررنا انا و الغراب تسميه العمليه باسم " الغراب و الغبار " و ابقائها طي الكتمان. و في اليوم الرابع استيقظت من الصباح الباكر لاجد الغراب مستيقظا مسترخيا في قفصه و هو يكرز الحب و يقرا في مجله الشهر الفائت عن اليسا و آخر اخبارها الفنيه...لك هذا شلون غراب برجوازي و فلته...حتى مجلات يعرف يقرأ... المهم سالته ان كان جاهزا للطيران فقال لي انه مستعد و جاهز

شاهدت الغراب وهو يطير مبتعدا من شباك غرفتي و احسست بالكآبه و الحزن و انا اراه مبتعدا عني و انا باق وحيد مع نفسي في الغرفه... وسبب الكآبه ان هذا الغراب و في  الايام الثلاث الاخيره جعلني اصرف مبلغ ليس بالقليل على شراء الحب و المكسرات و لم يبق في جيبي الا القليل....يلله ميخالف...المهم ان ياتي لي بالاخبار

في اليوم الثاني استيقظت على وخزات بيدي شعرت بها و انا نائم .فتحت عيني لارى الغراب وهو يحاول ان يوقظني فقلت له...و لك شجابك بهالسرعه يا اسود الوجه...فاجابني و قال....من كثر اكل الحب و الكرزات نسيت منين الدرب...بلكت تشرحلي الطريق مره اخرى حتى اندل

وفي خلال ساعتين شرحت له الطريق مره اخرى و في خلال يومين طار الغراب مره ثانيه بعد ان اجبرني على شراء المزيد من الحب و المكسرات و بقى ياكل فيها لمده يومين قبل ان يتوجه للطيران ثانيه....شلون حظ....يعني ما اشتريت غير غراب مدمن مكسرات







المهم و حتى لا أطيل عليكم السالفه اكثر مما هي طويله جائني الغراب بعد اسبوعين من بث نتائج الاجتماع في الفضائيات و الجرائد المحليه و هو يلهث...قال لي اريد ارتاح و بعدين احجيلك ما دار في الاجتماع...فقلت له ان ذلك من حقه فهو متعب من السفر و يحق له ان يرتاح...فقال لي ...روح جر خط كهرباء ذهبي من ابو المولده اللي براس الشارع...الحر لا يطاق و آني اريد ارتاح و استمتع على الاقل بهواء المبرده....لك هذا شلون غراب ارستقراطي...هوه آني بجلاله قدري صارلي من بدأ الصيف و آني مشايف الكهرباء و لا كاعد على هواء المبرده و هذا اجه ذاك اليوم و يطالبني بتشغيل المبرده....و الله زمن

المهم و بعد ان بعت ما تبقى لي من دعابل ايام زمان النادره و اشتريت خط من صاحب المولده و شغلت المبرده للافندي الغراب قال لي..زين وين الحب و الكرزات...ما اريد اكلكم شسويت بنفسي بس حكم القوي على الضعيف...رحت و اشتريت ما تيسر لي من المكسرات...هذا شلون غراب...حتى منقاره غير مهيأ لاكل المكسرات...زين شلون هذا ياكل هذه المكسرات و منين متعلمهه لهذه الشغله...هذا الظاهر غراب من جماعه الحواسم....صار ياكل اللي مشايفه بعرس جدته

المهم و بعد يومين من التشغيل المتواصل للمبرده و تكريز الحب و اكل المكسرات بدا الغراب باخراج الدرًه و قال و هو يكرز الحب....شوف لبيب...آني عرفتلك كل اللي دار بالاجتماع مال الطوز هذا...صادقتلك شكم غراب من اللي متغلغلين يم حجج الله هذوله و خلوني اوكف على السطح يم الشباك حتى اسمع كلشي...و الله يا لبيب...لو تسمع اللي كالوا الغربان عن الشغلات اللي يسوهه الايات بايران جان ابيض ريشك

فقلت له...بابا يا ريش....آني ما عندي ريش...الاحتلال نتف ريش كل العراقيين و الحكومه جتي كملت الباقي...بعدين آني ما عندي اهتمام بما قاله لك اصدقائك من الغربان...آني اريد اعرف شصار بالاجتماع

فقال لي...شوف لبيب " كام يصيحني باسمي حاف...شلون ميانه زفره " جلس الوفد الايراني على جهه و العراقي على الجهه الثانيه و بدا الوفد الايراني بالكلام و دار الحوار التالي

الوفد الايراني: بابا وفد عراقي...الغبار عمانا عمي...انتو لازم يشوف جاره لهذه المسيبه " المصيبه " و تلكون حل

الوفد العراقي : هوه احنا جايين هنا حتى نشوف حل

الوفد الايراني: شوف وفد عراقي ...احنه لازم نعرف شنو سبب طوز هذا حتى نشوف حل بعد الدعاء للاموم " الامام " الخميني بطول العمر !!! زين لو نشرح بعد

الوفد العراقي: بس الامام الخميني مات من زمان...شلون ندعي من الله يطول عمره

الوفد الايراني: شفت وفد عراقي...كمنه نخربت " نخربط " من وره طوز مال انتو...هاي لازم ناخذ عليها تعويزات " تعويضات " كبيره

الوفد العراقي: من ناحيه التعويضات لا تشيلون هم...المهم تطلعون النسبه مالنه من هذه التعويضات زين خلي نبحث اسباب الطوز و سبل تقليل الغبار... اصحاب السعاده...قسم من الناس تكول هذا كلهه من تجارب الصواريخ الايرانيه و التي تجري دائما قريب من الحدود العراقيه الايرانيه

الوفد الايراني: اصحاب التعاسه...هسه احنه نحاول ندرس امكانيه تصنيع سواريخ " صواريخ " ما تطلع طوز من تنطلق...بس انتو بالمقابل لازم تسوون شئ من طرفكم لانه هوايه اسباب تقع من ضمن مسؤوليتكم

الوفد العراقي: ممكن توضحون اكثر يا اصحاب السعاده

الوفد الايراني: مثلا...مخابرات اطلاعات تكول جزء من الطوز ناتج عن تدريبات منتخبكم مال طوبه...احنه نريد ما تسوون اي تدريبات و تشتتون شمل الفريق العراقي اللي مع الاسف فاز على فريق ايران بكاس شباب مال العالم كم سنه فاتت
ثم اردف الوفد الايراني :  و تكول اطلاعات جزء من الطوز سببه تورباينات المحطات الكهربائيه...من تفتر تورباينات تسوي هواء يسبب عجاج...فما نريد محطات تشتغل هوايه
الوفد العراقي: صار ...تدللون...العراقيين و لو بعد الف سنه ما يشوفون كهرباء...و بعدين شيسوون بالكهرباء...كلهه كماليات و احنه محتاجين الفلوس حتى نكنزها و نخباها بمكانات اهم
الوفد الايراني : و بعدين سمعنه انه جزء كبير من عجاجه هو بسبب الفلاحين الذين يحاولون فلاحه و زرع الاراضي و ديسوون عجه غير طبيعيه...و لذلك احنه قررنا نكطع ماء عن العراق حتى نأدب الفلاحين

الوفد العراقي: حقكم...و الله حقكم...شنو لعد...علمود بعد الفلاحين يتأدبون و ما يسووهه

الوفد الايراني : كما لاحظنا ان من اسباب العجاجه هو التنظيف المستمر لشوارع البلد....بعد ما نريد اي امانه او بلديه تنظف اي شارع...و كذلك لتقليل الطوز الناتج عن حركه سيارات الامانه اوالبلديات نقترح انه ماكو بعد جمع زبل او قمامه
الوفد العراقي : خلص...لا زبل ينلم و لا شوارع تتنظف

الوفد الايراني: بعدين من كثر ما الناس تستعمل المهفات صارت حركه هواء غير طبيعيه و سببت جزء من عجاجه...فاحنه و حتى نساعد الناس و نقلل من العجاجه قررنا ان نصدر لكم مبردات ساخت ايران...حتى لو ماكو كهرباء تشغلهه و لا اكو ماء كافي بس لازم تشتروهه

الوفد الخروفي...عفوا الوفد العراقي: صار اغا...تدللون

الوفد الايراني: و راح نسوي معمل مال مكائن شفط غبار جاي من العراق ونصدره لكم مره ثانيه تستخدموه في بيعه كغبار مقدس او في البناء او في زياده الرمل الموجود في الصحراء لتكون اكثر جمالا و بهاء...بس جانب عراقي يدفع تكاليف معمل

خيالات المآته العراقيون : مو تدللون

الوفد العجمي : بعدين تدريبات جيش عراقي و مشيه عسكريه كلهه تسبب ازعاج للتربه و تطاير غبار...فاحنا ما نريد يتاسس جيش عراقي ...احنه ندرب يمنه جماعات و ندزهه الكم...و عراق يدفع فلوس تدريب و عبوات ناسفه

الطراطير اللي مسمين نفسهم وفد عراقي: حاضرين و من الان

الوفد الايراني : بعدين حركه طائرات مدنيه عراقيه تسبب طوز و حكه بالجلد...تلغون خطوط جويه عراقيه

عظاريط الوفد العراقي: علم من زمان و تم التنفيذ

الوفد الايراني : ناس تمشي هوايه بالشارع تسبب طوز و عجاج...احنه ندز مفخخات...انتوا تزرعون مفخخات...الناس تموت و تقل والطوز كنتيجه لهذا هم راح يقل

مساخر الرجال : هاي من زمان جاري تنفيذها و ما شاء الله...جماعه بدر و ماما جلال و جيش الطرشي و كل الحكومه لم تدخر جهدا في هذا المجال

الوفد الصفوي : و احنه قررنا نزرع كل الحدود الايرانيه حتى المتاخمه منها لروسيا باشجار الفستق و البندق و اشجار الخشب و الحكومه العراقيه تدفع التكلفه
زعاطيط الاحتلال: معودين و اذا تريدون احنه ندزلكم شتلات من عدنه ببلاش

وفد بني فارس: انتو...بعد تريدون شئ

طايحين الحظ : لا بالعكس ...نشكر حكومه الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه على حسن تعاونها معنا و صبرها على ما سببناه من اذى للشعب الايراني...بس اغوات ...لا تنسونا من يصير حجي على تشكيل الحكومه

هنا سكت الغراب...فقلت له...ها...و بعدين...فقال لي...لبيب...انته شنو...ما دتشوف الكرزات و المكسرات خلصت....شلون تريدني اكمًل الحجي بدون تكريز و تركيز
ولك الله ينتقم من كل من علمك على اكل المكسرات...بس شسوي...لزمني من ايدي اللي توجعني...يمكن هذا السبب اللي خله البائع ينطيني قفص الغراب ببلاش...ممصدك خلص من هيجي غراب

شلت نفسي و رحت للمحل اللي براس الشارع حتى اجيب للغراب حب ركي و حتى يكمل السالوفه....ايبااااه....شوف اللي  ديصير بالاجتماعات و احنا نايمين و رجلينه بالشمس و كاتلنه الحر...يعني لوما الغراب شاف بعينه و حجالي جان صدقنا كلام التلفزيون و الجرائد

و انا داخل البيت انصدمت...شفت العتوي مال الجيران لازم الغراب و دياكل بيه....طار عقلي....ركضت وره الهر اللعين...لزمته قبل ما ينط على الحائط و رفعته من رقبته و قلت له...ولك يا ملعون الوالدين....مو جان ديحجيلي السالفه...صرفت دم قلبي و فلوس جيبي على هذا الغراب و تجي انته تاكله عالحاضر

اشو هذا العتوي كام يحجي و قال لي...لبيب...آني شعليه...تره هوه مات لوحده...انًفخ من الكرزات و بطنه طكت و مات...مو زين آني دا اخلصك من جثث الطيور النافقه
فقلت له...ولك شوف...ما دام انته طلعت تحجي...المهمه القادمه انته تروح بيهه...ما اعرف شلون...تشدلك جناح و تطير...شلون هاي مشكلتك مو مشكلتي...افتهمت لو لا
و رميته بقوه على الارض

نظر الهر الي مستأهزا و وقف قرب شجره النبق و شخهه على الشجره و تحرك ببطء باتجاه بيت الجيران و هو يقول....هذا مخبل لو ديخبل بنفسه...بزون يطير...هاي وين صايره

آني هم طار عقلي و هميت بالركض حتى الزم هذا الهر و اطيح حظه...بس شفت رجليه متبسمره بالارض...حاولت ان اتحرك فلم اقدر...فزعت...تشنج صوتي...ما الذي حدث لي..؟؟ ناديت امي فزعا فجاءت مهروله...فسالتها ان تساعدني على الحركه...فاخذت امي تجرني اليها و هي تقول....يلله ابني....يلله وليدي...يلله لبيب...و فجاه استيقضت من النوم و رايت امي و هي تهزني و تقول.....يلله وليدي ...اكعد وليدي...مو هسه سمعت بالراديون انه هناك عاصفه ترابيه قادمه...كوم و اقفل كل الشبابيك

فقمت متثاقلا و انا اتمتم...هسه يا امي بس لو عايفتني اكمش العتوي و ابرد قلبي بيه قبل ما تكعديني...هسه خليتهه حسره بقلبي مثل ما هيه حسره بقلبي اشوف السيستاني يحجي...ليش ما تجي الامور ويايه عدله و لو مره واحده

بس آني ظليت افكر بكلمه هذا الهر و التي  قالها  لي في الحلم  " بزون يطير...هاي وين صايره" ...صدك...آني شلون صدكت نفسي بالحلم انه البزون يكدر يطير...آني شلون واحد مطفًي   



انقر على الصوره لتراها بحجم اكبر



2010-08-08

كل عام و انتم بخير

اللهم احفظ العراق و اهل العراق و اكشف الغمه عن هذا البلد و اجعله بلدا آمنا ينعم بالامن و الخير و السلام و سائر بلاد المسلمين...خفف الله عنكم يا اهلي يا اهل العراق في رمضانكم هذا و اعاده الله عليكم بالخير و السلام و الامان ان شاء الله....امين يا رب



يارب انظر بحال عبادك المساكين فلم يبق غيرك من يرأف بحالهم بعد ان تمادى الظالمون بغيًهم.....اللهم امين






 






اللهم اخسف بالظالمين الارض و ارنا فيهم عظائم قدرتك فقد تمادوا في غيًهم و اهلكوا الحرث و النسل و سرقوا الرعيه و دمًروا البلاد و باعوا الوطن والضمير....انك يا ملك الملوك على ما تشاء قدير

بسم الله الرحمن الرحيم " و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين " صدق الله العظيم




2010-08-03

زيارتي لطبيب الاعشاب

ابو سوادي فد واحد عفريت...كان يبيع الفلافل بالعنبه على ناصيه الشارع منذ ان كنت في الابتدائيه...و ها انذا خريج كليه محترمه و عاطل كبير عن العمل وابو محمد لا يزال يعمل و لكن ليس في بيع الفلافل بل في طب الاعشاب....هكذا و بقدره القادرالذي حول بعثيه النظام السابق الى ملالي بلحى طويله في زمن الاحتلال تحول ابو سوادي الى طبيب اعشاب يشار اليه بالبنان...فخالتي رسميه تشهد له بانه و عندما كانت تعاني من تفطر في اسفل القدم انه قدم لها وصفه اعشاب لتغليها و تدهن بها رجلها و لكنها في النهايه وبسبب الرائحه القاتله للخلطه و التي وصلت الى جارهم الملاصق و الذي كان مؤجر البيت من خالتي رسميه بتراب الفلوس قرر هذا الجار ان ينتقل الى بيت آخر لانه لم يعد يطيق رائحه الخلطه السحريه و بهذا حل ابو سوادي مشكله ازليه كانت ترافق خالتي رسميه لعشرين سنه خلت . اما خالتي ام علوان فشهدت له بالعبقريه عندما وصف لها الرجل خلطه لجعل عيونها زرقاء و فعلا في خلال اسبوع ازرقت عيون خالتي ام علوان و اصبح بؤبؤها بلون السماء الصافيه . لازم ابو علوان البيت و اصبح يكتب قصائد الغزل في عيون زوجته و داوم على كتابه هذه القصائد حتى و بعد ان فقدت المسكينه بصرها بعد ثلاثه اسابيع. اما جارتنا ام عدنان فتقول انها تدين لابو سوادي بالكثير فبعد ان قدم لها خلطه لعلاج البواسير تناولها بالخطأ عمي ابو عدنان لظنه انه شاي ما بعد الغداء و في خلال دقائق حلت له مشكله الامساك التي كان يعاني منها في الايام الثلاثه الاخيره و اضطروا لنقله للمستشفى لوقف الاسهال الدائم الذي اصابه و لكن خالتي ام عدنان تقول ان الاسهال مقدور عليه و لكن الامساك صعب و مؤذي و لا ادري بالحقيقه مدى صحه نظريه خالتي ام عدنان هذه من وجهه نظر الطب الاقليدي

المهم رباط السالفه هو ان امي و بعد ان سمعت الكثير عن عبقريه عبقرينو شارعنا ابو سوادي هذا ظلت تلح على ان اذهب اليه و اساله عن علاج لحالتي الصحيه...قلت لامي اي حاله صحيه تتحدثين عنها ...صحيح انا فقدت الكثير من شعري و ابيض ما تبقى منه...و تسوست اسناني من كثره شرب الشاي بسبب قله العمل و الجلوس في البيت بلا شغل...و انتشرت البثور الحمراء على كل جلدي بسبب استحمامي بماء الحنفيه المعقم جدا...و ابتدات اشعر ان سمعي بدا يضعف من كثره سماعي لانفجارات العبوات الناسفه ...و بدا نظري يكون حساسا للضوء من كثره انقطاع الكهرباء ...و بدا قلبي يعاني من اضطرابات و عدم انتظام في ضرباته كلما رايت قرود الحكومه في التلفاز في الساعات القلائل التي نرى فيها الكهرباء...و غيرها من علامات التخلف و التلبد و اضطرابات في عمل الكليتين و تمزق في قمصاني الثلاثه و لكن في النهايه احس ان روحي شابه و كاني ابن الرابعه و العشرين حتى و ان كان عمري قد قارب الخامسه و العشرين

ردت امي: ولك وليدي اني منو عندي غيرك...دروح و شوفه للرجال...بلكت يشوفلك فد شي تشربه لو تغسل بيه و تصير زين

المهم و حتى لا تزعل مني امي قررت الذهاب الى ابو سوادي فهو في النهايه ليس الوحيد الذي اصبح فلته زمانه في هذا الزمن الاغبر الذي جعل علي اللباخ دكتورا و الجلبي اللص الدولي اصبح قادرا على اجتثاث من يريد اجتثاثه و مقتدى صار سيد و له اتباع ...و...و...و غيرهم كثر...قابل هيه بقت على ابو سوادي...دخلني نروح ونشوف هذا الفلته

وصلت لبيت ابو سوادي الذي لا يبعد كثيرا عن بيتنا و رايت رجلا يجلس في باب الدار و في يده اختراع يستعمل في العراق بشكل يكاد يكون دائما و خاصه في فصل الصيف اسمه " المهفه "...أرجوا ان لا يذهب ظنكم بعيدا و تتصوروا ان العراقيين يقلدون اغنياء العصور الوسطى في اوروبا حين ترون النساء في الافلام التي تمثل هذه الحقبه و هم يمشين و يحملن " المهفات " ( هنا نرى اوجه الشبه بين العراق و اوربا العصر الفيكتوري..فالاثنان يشتركان بعدم وجود الكهرباء- استخدام مفرط للشمع – استخدام المهفات- وجود عربات تجرها الاحصنه
 
سلمت على الرجل الجالس في الباب فرد عليً السلام و سالني ان كنت اود رؤيه الحاج ابو سوادي " جيد انه اطلق عليه لقب حاج و ليس دكتور " فرددت عليه بالايجاب فقال لي
ابني فوت اكعد جوه و انتظر بالسره...كدامك خمس نفرات

شكرته بحراره و قبل ان ادخل البيت سالت الرجل و قلت له

عمًو آني عندي سؤالين...الاول هوه انتو ساحبين كهرباء من المولده لو راح ننسمط جوه من الحر و السؤال الثاني انت ليش دتهفي و هوه الهوا حار سم...يعني شنو فايدتهه انك تهفي و تكون مثل الواحد اللي يطفًي النار بالنار

فاجابني و قال : ابني انته الظاهر علاجك صعب و هم زين جيت للحاج ابو سوادي...هوه راح يطببك و يشفيك

آني الحقيقه ما عرفت هل ان جواب " حاجب " ابو سوادي كان لتطييب الخاطر و لاظهار التعاطف ام انه كان نوع من الاهانات المؤدبه....يلله هاي مو اول مرًه اترزل....كل ما اوكف بسيطره شرطه لو اترزًل لو اشوف ناس هوايه تترزًل...يمكن هذا اللي يسموه حاليا " العراق الجديد "  كلها رزايل عالماشي ....تحيا العداله

و بعد فتره من الانتظار الممل جاء دوري لاقابل ابو سوادي....و الله زمن....كان ابو سوادي ايام زمان يتوسل بنا لشراء لفًه فلافل ...اما اليوم فيجب علينا الانتظار و من وراء حجب لرؤيته....لا و فوق كل هذا عنده فرًاش...يا حسرتي على نفسي و الشهاده اللي فرحان بيهه

دخلت على ابوسوادي و هو جالس كالطبيب..غرفته كغرفه طبيب...معلًق على الحائط صوره كبيره توضح اجزاء جسم الانسان بكل بحابيشه الداخليه !!! وكما كان هناك بوستر كبير لانواع من الاعشاب مع شرح مختصر لكل عشبه لم اعرف منها اي شئ سوى ان معظمها يشبه الكرفس او من اقربائه.  و على الحائط الاخر صوره كبيره لرجل معمم تحيط بوجهه هاله كبيره و هي على ما اعتقد صوره تخيليه لابن سينا...و على الحائط الاخر كان هناك رف ملئ بعلب زجاجيه مليئه بأعشاب مطحونه تعلوها صوره كبيره لطائره الكونكورد التي لم اعرف مغزى تعليقها و مدى علاقتها بطب الاعشاب
رحًب بي العم ابو سوادي و قال...ها ابني شلونك ...ان شاء الله زين

فاجبته و بكل عفويه....عمًو هوه هذا هم سؤال تسالني اياه...يعني لو آني زين شجان جابني يمًك
عمو ابو سوادي المسكين بلع كلامي و اردف قائلا

من شنو تشكو ابني...شنو اعراض المرض مالك

فاجبته: عمو امي تقول آني دخيلك و دخيل الطبيب ابن سينا اللي معلق صورته على الحائط...سويلي جاره لخاطر الله

اجاب ابو سوادي: ابني ...الشفاء من الله ...و الله يعيننا على شفائك احنا نحاول و الباقي على الله...بعدين هذه صوره الشهيد الصدر...مو صوره ابن سيناء

فشهقت من فرحتي و قلت له...معوًد ...اشوكت استشهد الصدر...هذاك اليوم جان بايران...و كيف و بهذه السرعه صار شايب و ضعف و صار شكله على ما اراه في الصوره

فاجابني ابو سوادي...ابني انته لازمك طبيب عيون ...مو طبيب اعشاب...هذا محمد الصدر الاب...مو مقتدى الابن

فجلست على مقعدي و انا خجل من ثقافتي المتواضعه في انساب عائله الصدر مع العلم اني اسكن مدينه تسمى حاليا بمدينه الصدر و قلت له خجلا....اسف عمًي ابو سوادي...اني عبالي هاي صوره ابن سينا...بعدين هوه اسمه ابن سينا مو ابن سيناء....شفت...مو بس آني اشخبط بالحجي...انته هم كمت تشخبط

تمتم ابو سوادي مع نفسه و سمعته وهو يدردم و يقول...هاي شلون طركاعه جتي يمنه بهذا اليوم... فقلت له

عمي ابو سوادي...دشوف بلكت عندك دواء يشفيني

فقال لي...ابني ...غير تحجيلي شبيك حتى اصف لك الدواء

فقلت له...عمو....حالات تجيني من اشوف بعض الاخبار

فسألني: مثل شنو ابني...احجيلي

فاجبته: مثلا عندما سمعت قرات التصريح الاخير لسيد القوارض هادي العامري المًت بي حالات عده

فسالني : كن دقيقا يا ابني و صف لي حالتك

فقلت له: مثلا عندما قرأت رده حين قال في مقابلة مع رويترز ان الأمريكان يعتقدون أن أفضل تحالف هو بين (ائتلاف) دولة القانون وبين (القائمة) العراقية وأن يكون رئيس الوزراء السيد المالكي ورئيس المجلس السياسي للأمن الوطني الأستاذ علاوي وبهذه الطريقة يمكن إبعاد المتطرفين من الصدرية والبدرية وغير ذلك

عمو ابو سوادي...آني من سمعت الجمله الاخيره مال ابعاد الصدريه و البدريه جائتني حاله ارتعاش رئوي لاني اعرف الصدريه من جنت انجك ابر مال التلقيح و اشوف الممرض لابس صدريه بس آنه ما عرفت منو هاي بدريه اللي ديحجي عنها

فقال لي ابو سوادي : ابني هاي بسيطه...هسه اسويلك خلطه اعشاب تغليها و تحفظها بارده في الثلاجه...و من تسمع هيجي كلام اشرب هاي الخلطه و افرغ ما في جهازك الهضمي من غازات اثناء قرائتك لمثل هذه التصريحات و انت ترتاح....قام ابو سوادي و طحن و خلط بعض الاعشاب و اعطاها لي

فشكرته و قلت له...و لكن هذا ليس كل شئ...فعندما قرأت هذه الجمله من تصريحه " بان السبيل الوحيد لإنهاء الجمود هو وقف التدخل الخارجي واختيار مرشح جديد لرئاسة الوزراء و ان الحل هو أن يأتي شخص لا يوجد موقف ضده.. هذا هو الحل. العراق فيه الكثير.. أي واحد غير المالكي وأي واحد غير علاوي" اشتغلت عندي الغازات و بنجر تاير سياره جارنا و صعق التيار الكهربائي العصفور الواقف على سلك الكهرباء مع العلم ان الكهرباء كانت مقطوعه...فاي تدخل خارجي يتكلم عنه هذا المخبول و هو احد ادواته...و اي حل يتكلم عنه ملك جمال الحمالين هذا...فكل قرودهم من اي قائمه كانت هي العن من الشيطان

فاجابني ابو سوادي....ابني و لوهاي شويه صعبه بس هم عندي الحل....راح اسويلك خلطه ثانيه غير الخلطه الاولى تبقيها ساخنه تحت اشعه الشمس الحارقه و من تقرا تصريح مثل هذا تشيل الخلطه و تدعك بها الجريده و بقوه حتى تختفي الحروف اما اذا كنت تسمع هذه التصريحات من خلال جهاز التلفاز فادعك الشاشه و اخفض الصوت الى الحد الادنى الذي لا تسمع عنده اي صوت و انت ترتاح...و هنا قام ابو سوادي مره اخرى و غلى و عجن و مزج بعض الاعشاب و اعطاها لي بعد توصيته لي بان لا اتوهم بين الخلطه الاولى و الثانيه

و هنا قلت لابو سوادي...عمًو و بعد عندي حاله اخرى

فاجابني ابو سوادي....ولك مسودن شنو انته جايب امراض الدنيا كلها و جايني ...ولك شنهي السالفه

فقلت له: عمًو ...مو آني من قرات الجمله الاتيه من تصريح سيد القوارض العامري و التي تقول " اليوم نحن في الائتلاف الوطني بالإجماع نرفض ترشيح المالكي فكيف نذهب إلى البرلمان ونصف التحالف هو يرفض المالكي. كيف سنمشي؟" اصابني الحول و تمزقت فانيلتي و احسست بحكه في كل انحاء جسمي و مات كلب الجيران من هول فحوى هذه الجمله

فاجابني ابو سوادي....هوه ليش آنه افتهمت شئ من هاي الجمله الاخيره مال هذا المسودن حتى افتهم شصار بيك!!...فقلت له بان هذا هو بالضبط السبب الذي جعل كل هذه العوارض تظهر علي عند سماعي لهذه الجمله...ذلك لاني لم افهم منها شيئا

فقال لي...و هذه ايضا مقدور عليها...ساخلط لك بعض الاعشاب تغليها ثم تبردها...ثم تغليها ثانيه...ثم تخلطها مع مسحوق غسيل زاهي...ثم تغسل بها سياره الجيران و ستحس براحه شديده بعد ذلك...و هنا قام ابو سوادي و سحق و خلط و عجن بعض الاعشاب و اعطاها لي مع التوصيه بان لا اتوهم في الخلطات التي اعطيت لي و ان اضع عليها بعض الملاحظات للتفريق بينها


و هنا قلت لابو سوادي...عمو بس اكو بعد حاله اخرى اصابتني برعاف في الاذن " ما اعرف شنو الرعاف بس ابو سوادي افتهمهه " و تمزق في احدى جواربي عندما قرات الجمله التاليه في هذا التصريح عندما قال " في الحقيقة ان البرلمان السابق "المسكين" قد تنازل عن جميع صلاحياته للحكومة لان هيئة الرئاسة كانت ضعيفة في حين ان النظام في العراق برلماني ولكن اصبحت صلاحيات الحكومة اكبر من صلاحيات البرلمان بسبب قبوله التتنازل عن صلاحياته " شنو برلمان مسكين يتنازل عن حقوقه للحكومه...لعد على شنو ديقبضون رواتب و ياخذون امتيازات...و شلون برلمان هذا الذي يتنازل عن صلاحياته للحكومه ...اول مرًه اسمع بهذا في حياتي..و هنا بدأت اعراض الرعاف تنتابني عند تذكري لهذه الجمله

فقال لي ابو سوادي...شوف ابني...ما ادري شلون يوم مصخًم هذا اللي جابك عليه بس ما يخالف...اعتقد علاجك عندي...راح اخلطلك بعض الاعشاب اللي لازم تروح و تدفنها في الجزره الوسطيه لاي شارع عام و ستشعر براحه لا مثيل لها...هنا ومن كثر التعب نادى ابو سوادي الفراش الواقف في باب الدار و وجهه لعمل الخلطه الرابعه لانه تعب من عمل الخلطات الصعبه لعلاجي

وعندما اكمل الحاجب " او ما يسمى بالعراقي الفرًاش " الخلطه و سلمها لي قلت لابو سوادي

عمو...و بعدين انتابتني حاله من كزبره الجلد و الاسهال المتقطع مع صوت كالصفير يخرج من انفي كلما عطست عندما قرات الجمله التاليه من نفس التصريح " رئاسة الوزراء لنا ولن نوافق بالتنازل عنها وهو حق للتحالف الوطني اكبر الكتل حاليا وليس من حق احد غيره" فهل معنى ذلك انهم يتقاسمون ارثا ورثوه ام ماذا...هل اصبح العراق يحكم من قبل تافهين كهذا الصعلوك و هل هذا كل ما يفكر به سياسو هذا الزمن الاغبر...هنا رجعت اعراض الرعاف تظهر ..و لكن هذه المره على ابو سوادي و ليس علي ثم  قال لي و هو يرتجف من اثر الرعاف...ابني هذه لا تعالج بخلطه اعشاب بل بعمل الاتي..البس عقال عربي...و بعدين انزعه و اضربه بكل قوتك بالارض و قم بالدوس عليه...اعد هذه العمليه لست مرًات عند الضهيره الحاره و قبل دخول الحمام و عندها ستختفي كل الاعراض التي سببتها لك الجمله الاخيره...و لزياده راحتك انت و ربحي الشخصي فلا باس بشرب الخلطه التاليه التي ساخلطها لك بعد اتمامك لعمليه العقال العربي الاخيره..هنا قام ابو سوادي بنفسه و خلط لي بعض من الاعشاب من زجاجه مكتوب عليها " عشبه الشاي المطحون " مع عشبه اخرى من زجاجه ثانيه مكتوب عليها " شاي اسود " .....الظاهر ابو سوادي هذا فعلا فلته زمانه

و عندما سلم ابو سوادي لي الخلطه الاخيره مد يده ليصافحني مودعا ولكني قلت له....تعرف عمو ...من قرأت الجمله التاليه من التصريح صار عندي حاله من الهذيان و اضطراب في محرك البايسكل الخاص بي حيث قال سيد القوارض " حديث عن دعم إيران للتحالف الشيعي في حالة وجوده فأنه دعم للحق ولو كانت هناك كتلة اكبر من التحالف في عدد النواب لذهب الايرانييون لتأييدهم " لاني لم اعرف ان كان العامري غشيم ام انه يظن ان العراقيين اغبياء الى هذا الحد...فمن يصدق ان ايران تدعم الحق في اي مكان في العالم

فقال لي ابو سوادي: ابني هاي شويه صعبه و ينرادلهه تفكير ...هاي يمكن تتعالج بشويه سفنجون مخلوط مع تيزاب بطاريه قديمه...انطيك آني السفنجون و انته دبًر الباقي

فقام ابو سوادي و تناول السفنجون من علبه زجاجيه مكتوب عليها " طحين نخاله مع نشاره خشب "...لا اعتقد ان هناك طبيب اعشاب مثل هذا الفذ ابو سوادي فهو يعرف مكان كل خلطه و بسرعه عجيبه

سلمني ابو سوادي الخلطه السحريه الاخيره فقلت له.......لا معودين .......ما اريد اطولها عليكم...المهم مريت و حكيت لابي سوادي عن كل التصاريح و التخاريف التي صرًح بها كاكا عربنجي و ماما جلال و عمار اللئيم و علاوي ابو السبع خصاوي و البعير جلال الصغير و حصيني الشهرستاني و مارادونا و ليدي غاغا و غيرهم و ماسببته لي تصاريحهم من اعراض و امراض قال عنها العم ابو سوادي انها كانت من اندر و اغرب ما مر به من اعراض و امراض


بعد ساعتين و نصف من لقائي مع ابو سوادي خرجت محملا بكيس كبير من خلطات الاعشاب يصعب على واحد مسكين مثلي حمله و في نفس الوقت خرج ابو سوادي محمولا على نقاله الاسعاف الى المستشفى لسبب اجهله...فآخر ما اتذكره عندما اعطاني الوصفه الاخيره من الكيس الكبير قام و دخل الغرفه الثانيه الملاصقه لغرفه العياده و سمعت اصوات نحيب و صراخ و صوت زجاج يتكسر و ابواب تتصافق...و على العموم و انا اغادر منزل ابي سوادي المكتض بكادر سياره الاسعاف رايت الفراش- الحاجب بالعربيه الفصحى - و هو يشق طريقه من بين الجموع و يتجه نحوي راكضا...و انا عندما رايته بهذه الحاله و كرده فعل على هذا المنظر اطلقت ساقي للريح...يركض و انا اركض امامه ...يركض و ان اركض امامه و لكن لثقل كيس الخلطات استطاع الحاجب " الفراش بالعراقيه العاميه " ان يلحق بي و عندها قال لي و هو يمسك بي لاهثا و انفاسه " كانفاسي " تكاد تتقطع ....ابني وين البخشيش مالي....مو حرام عليك تروح من غير ما تنطي بخشيش لعمًك.....الحقيقه فاجأني هذا الرجل و صعقني...جلست على الرصيف و انا اضحك من الهستريا .....شوف القدر... .اول مره اعرف عندي عم...و طلع يشتغل فراش يم ابو سوادي