2010-04-17

و الله احترنا و تعبنا



كان رجل الامن المتخفي بزي مدني يتسكع في اروقه مطار بغداد . لا يدري بالحقيقه كيف يقضي وقته فقد تعب من سماع احتجاجات و تذمر الناس من عدم انتظام اوقات اقلاع الطائرات و عدم استلام الحقائب و ما الى غير ذلك من التذمر الروتيني اليومي. قرر ان يذهب الى كافيتيريا المطار المخصص لموظفي المطار من طيارين و مضيفات و كلاب امن المطار لشرب القهوه و قتل بعض الوقت. اتخذ طاوله قريبه من طاوله رجلين يرتديان زي الطيارين و جلس بعد ان طلب فنجان قهوه .و هو يرتشف القهوه سمع الحديث التالي بين هذين الطيارين:-

الطيار الاول : و الله احترنا مع هؤلاء السياسيين..قبل اسابيع و بعد الانتخابات و اعلان فوز القائمه العراقيه جاءني المالكي يهرول مع مجموعه من حاشيته و امرني بالطيران الى ايران . تبعه بعد ذلك عمار و حاشيته

الطيار الثاني: نعم سمعت بهذا...و الغريب ان الدب الكردي سياده الطالباني جاء للمطار و كنت اظن انه سيذهب الى ليبيا لحضور القمه العربيه و لكنه قال لي " بابا طيار...الى ايران خذني

الطيار الاول : حلوه جدا هذا المقطع الاخير" بابا طيار...الى ايران خذني "...يمكن ان تصلح مطلع لاغنيه سياسيه

الطيار الثاني : و انا كما تعرف عبد المامور فاخذته الى ايران كما اراد...لكن لِمَ حيرتك في المقام الاول..فنحن نعرف ان كل هؤلاء القرود تابعين لايران و يمتثلون باوامرها

الطيار الاول : و انا قلت لنفسي نفس الكلام..لكن الحيره عندما سمعت الوفد و هو يتكلم و يقول " اذا كان علاوي يظن ان زيارته للسعوديه ستعطيه زخما في الانتخابات و ما بعدها فان زيارتنا لايران ستعطينا الحكم و الكرسي

الطيار الثاني : و ما الغرابه في الامر...الكل يعرف ذلك

الطيار الاول : الحيره انه بعد ذلك جاءني وفد من التيار الصدري فقلت لنفسي انه سوف يقول لي " الى ايران خذونا معكم " و لكنهم في الحقيقه قالوا لي " الى السعوديه انطلق ..مقتده..مقتده ...مقتده "..استغربت الامر في البدايه و قلت لهم " اانتم متاكدين ان وجهتكم الى ارض السعوديه؟؟؟ " و الكل ردوا و قالوا " نعم..للسعوديه و ليعيش ابو درع...مقتده...مقتده...مقتده

الطيار الثاني : نعم نعم سمعت بذلك..انا استغربت للامر مثلك و مما زاد في حيرتي ان الدب الكردي جاءني انا ايضا بعد ذلك

الطيار الاول: و ماذا قال لك ؟

الطيار الثاني: قلت في نفسي انه سيذهب الى ايران ثانيه و لكنه قال لي " بابا طيار..ماما جلال يروح للسعوديه اليوم..بلكت هناك اكو فلوس اكثر و يقبل ينطينا الكركوك

الطيار الاول :و الله عجيب...يوم في ايران و يوم في السعوديه...كيف يغير هؤلاء السياسيون جلودهم بهذه السرعه 

الطيار الثاني : و الله صدقت...انهم كالقرود..يقفزون من جذع لاخر و لا يبالون على اي شجره يحطون

الطيار الاول: اتدري انه بعد ذلك جاءني البارزاني و قد خلع الشروال الكردي و لبس اللباس مدني و قال لي " الى السعوديه..كركوك كرديه "..و ان قلت لنفسي " ما هذا ..ما بال هؤلاء يتقاطرون يوما على ايران و يوما على السعوديه..ما كل هذ النشاط

الطيارالثاني : عجيب و الله ...هل كان سيكون لديهم مثل هذا النشاط اذا كان الامر يخص استماله استثمارات حقيقيه او تبرعات تذهب لصالح الشعب او لاستقدام شركات نزيهه و معروفه لبناء الوطن؟؟ و على العموم اتدري انه بعد ذلك جاءني الحكيم و قال لي " اخي طيارووونا..السعوديه وجهتووونا "...استغربت الامر و لم اصدق اذناي فسالته " السعوديه ؟؟الى الملك عبد الله الوهابي" فقال لي " نعم..نعم..هذه اوامر مرشدوونا خووومنئي قدس الله سر نظاراته الطبيه..و عجج الله سماء اعداءه

الطيار الاول :على ذكر الخامنئي..الم يقل ذلك الاغبر يوم كانت الفاو بايدي الايرانيين انه سيزور بغداد ليقدم التهنئه بنفسه الى صدام اذا حرر العراقيون ارض الفاو

الطيار الثاني : نعم و من غيره

الطيار الاول : و لكنه لم يفعلها..الم يعد بذلك و كما يقولون ان وعد الحر دين

الطيار الثاني: لم يغب ذلك عن بالي و سالت الحكيم الصغير هذا السؤال و فاجابني و قال " كان الخامنئي ينتظر فرج الامام "عطًل الله سياره كل من يعاديه" و لكن الامام لم يات فكانت هذه علامه لخامنئي ان لا يذهب"  يعني قابل يخالف رغبه الامام

الطيار الاول " الادهى من ذلك انني سمعت ان وجهتي القادمه هي لايران لاقل وفد من علاوي ليقابل بعض المسؤليين الايرانيين

الطيار الثاني: ما هذا اللعب..هل رخص العراق لهذا الحد ليذهب هؤلاء النكرات شرقا و غربا لترتيب من سيخلف الكرسي...و ما دخل ايران و السعوديه و اي دوله اخرى بمستقبل العراق و بتقرير من سيشكل حكومته....ما هذا الهراء

الطيار الاول : اي و الله...الكل يركض و يقبل الاحذيه ليكون هو من يتبوأ سده الحكم..لا اعتبار لكرامه العراق و لا لعزه شعبه ولا لمصلحه حاضره و لا لمستقبل اجياله..الا لعنه الله على هؤلاء الرعاع..اصبح الوضع كلعبه " الثعلب فات فات و بجيبه سبع لفات " الكل يركض في دوائر و لا يدري اين ستستقر الكره و الشعب العراقي يموت من الجوع و المفخخات و غيرها كل يوم و لاهم لهؤلاء السياسيين غير المناصب

هنا تقدم صاحبنا رجل الامن و معه بعض من كلابه  ليقتادوا الطيارين الى جهه مجهوله ...و بعد ذلك بدقائق صرح مسؤول ان الجهات الامنيه احبطت محاوله ارهابيه لتفجير ضريح الامام علي على غرار عمليه تفجير برجي التجاره العالميين و القت القبض على اثنين من المشتبه بهم.... و انا لله و ان اليه راجعون

اعلاه ماخوذ عن روايه " شليله و ضايع راسها " من المجموعه القصصيه " من احلام قيلوله بعد الظهر بعد اكل الباميا " لمؤلفها عليوي ابو الجص " تشابه اسماء و ليس له علاقه بابو اياد علاوي " و لايعتبر الكاتب مسؤولا عن اي تشابه في الاسماء او الاحداث على ارض الواقع مع احداث الروايه