2011-08-13

نعمه السياده

أعزائي القرًاء....تتذكرون صاحبي أبو أكرم و قصته مع الوز...بعث لي بايميل جاء فيه

أخي لبيب...بعد السؤال عن الصحه و الحال أود ان اعلمك انه و بعد ان نشرت قصتي مع الوز على صفحات مدونتك التعبانه صرت معروفا على نطاق واسع...فبعد ان كانت فضيحتي في جمع الضروك تقتصر على الجاليه العراقيه في البلد الذي اعيش فيه اصبحت الان معروفا بقصتي هذه بين اقربائي...و لو انت مدونتك فد شئ تعبان و هناك القليل من يقرأها و لكن ما اعرف الحظ شلون سواها و واحد من الاقرباء قرأ قصتي في مدونتك....صرت سالوفه بين الاقرباء...هذا اللي يتصل بي و يسأل ان كنًا طابخين شوربه وز...و آخر يسأل عن سعر المخاديد المصنوعه من ريش الوز...و ثالث يبعث بايميل يشرح عن عادات الوز و انواعه..ورابع يستفسر لماذا اروع انواع الوز و هو " التم " يسمى بالوز العراقي مع العلم انه لايوجد وزه واحده من ذلك النوع في العراق...المهم....خليتني علك بافواه الاقرباء و الاصدقاء...و مع ذلك فانت تبقى حافظ اسراري !!!!! و صديقي العزيز. و صدقني يا لبيب ان الفتره التي قضيتها مع الوز في المنتزه قد علمتني اشياء كثيره " صدقتك يا ابا أكرم ...تعليق لبيبي " فقد تعلمت التواضع و عرفت اناس كثيرون خاصه العجائز الذين ياتون كل يوم لاطعام الوز و التنزه على البحيره...و أصبح ذهني اكثر صفاء و اخذت أفكر بافكار بديعه...خذ مثلا فكرت ان نخترع حفاظات للوز شبيهه بحفاظات الاطفال ونلبسها للوز و نغيرها في نهايه اليوم...و  بذلك تبقى الحديقه نظيفه على الدوام...قلت فكرتي هذه لمديره المتنزه....فقط اعطتني مكناسه اكبر من الاولى و قالت لي " روح شوف شغلك " ....  لا ادري لماذا...ربما لانها لم تفكر بهذه الفكره قبلي ...كما اقترحت تشكيل جمعيه " هزًي يا وزه "  لرعايه يتامى الوز..اقترحت هذه الفكره على مديره الحديقه فقالت لي  " المره الثانيه سوف اضعك مسؤولا عن اطعام الاسود ".

المهم يا عزيزي لبيب احجيلك اليوم على اللي حصل معي قبل كم اسبوع...فد يوم هبت عاصفه قويه و انقطعت الكهرباء...اي و الله...احنا هم انقطعت عندنا الكهرباء مثلكم...و اكتشفت في ذلك اليوم ان المصباح اليدوي يحتاج الى بطاريات و ان المثل الصيني " بدل ان تلعن الظلام روح اشتري بطاريات لمصباحك " مثل واقعي جدا...المهم رحت في اليوم الثاني حتى اشتري بطاريات...و هناك و عندما دخلت متجر الالكترونيات لشراء بطاريات رايتها في المحل و وقعت في غرامها من اول نظره...لم استطع رفع نظري عنها طوال الوقت...رائعه الجمال...لم ار مثلها من قبل...سالت البائع عنها فقال نعم انها لك اذا دفعت ثمنها..سالت البائع عن ثمن طائره الهوليكوبتر التي تعمل بالريموت و التي وقعت في غرامها...فقد كانت زاهيه و كبيره و في استطاعتها المناوره و الطيران و لها اضواء على جانبيها....صدمني البائع بالسعر...و لكن ذلك لم يمنعني من التفكير باقتنائها..عندما طرحت الفكره على زوجتي ابتسمت بود و قالت لي...اذا انت تريد تشتري الطياره فلازم تشتري لي بعض الفساتين و تشتري لابننا الكبير سياره و لابننا الاوسط دراجه هوائيه ما دمت تملك النقود لشراء لعبه غاليه مثل هذه ...و هكذا اخي لبيب و كما هي شان كل القرارات القياديه التي نعاني من اجل اتخاذها و تطبيقها كان علي ان اخوض غمار هذه المعركه التي انتهت بشراء كم فستان للزوجه المصون و دراجه هوائيه لابني الوسطاني و تقليل سقف مطالب ابني الكبير من سياره جديده الى سياره مستعمله لا يزيد عمرها عن عشر سنوات...و هكذا فتح الباب امامي لشراء حبيبتي الصغيره ذات الريموت كونترول

و ها هي طائرتي الهوليكوبترالان بين يدي و في بيتي...هي ملكي و لي الحق في قيادتها..اخذت في قراءه تعليمات القياده و تعلم جميع الخيارات المتاحه..لفت نظري في التعليمات ان الطائره غير صالحه للقياده داخل المنزل فانها قد تسبب اضرار بالمنزل و لذا يجب قيادتها في مكان مفتوح

انتظرت عطله نهايه الاسبوع لاخذ طائرتي الحبيبه الى الشاطئ حيث المكان مفتوح و لايوجد اي شئ ممكن ان تصدمه الطائره...نظرت يمينا و شمالا فلم اجد اي اثر لوزه على الشاطئ...الحمد لله...كما اني ابتعدت كثيرا عن الاماكن المخصصه للكلاب التي يحب اصحابها اخذهم للتنزه على شاطئ البحر...حظوظ...و هكذا حسبت لكل شئ حسابه

و عند اول ضغطه زر اخذت طائرتي الهوليكوبتر بالارتفاع و الطيران....هلل ابني الصغير ابو سنتين و اخذ يصفق بيده من الفرح....صراحه انا كنت ايضا اريد ان اصفق لكن يداي كانتا مشغولتان بتحريك الطائره بواسطه الريموت كونترول...تجمهر قسم من الناس حولي و هم معجبين بهذه التحفه الصغيره و انا واقف مزهوا بينهم ...اخذت اناور بطائرتي الجميله و آخذها يمينا و شمالا و ارفعها عاليا و الناس مبهورين من حولي...اويلي لبيب...متعه رهيبه...داعيك ياخذ الطائره صعودا و هبوطا و الناس متجمهرين من حولي يشجعونني و يبدون اعجابهم بهذه الطائره ..ابني الصغير كان فخورا بأباه...فانا الان محط انظار الناس و الكل يشير اليً بالبنان...و فجأه و من غير مقدمات انحرفت الطائره باتجاه الشارع الموازي للشاطئ بسبب هبه هواء قويه و  دخلت الطائره بين اسلاك الكهرباء...طااااااااخ...سمعنا فرقعه و انفجار قوي هرب على اثره كل الناس و انفضًوا من حولي...انقطعت الكهرباء عن كل الشارع المحاذي للشاطئ و خرج كل اصحاب المطاعم الواقعه في هذا الشارع الى خارج مطاعمهم ليروا مالذي تسبب في قطع الكهرباء عن مطاعمهم...كما توقفت كل المصاعد الموجوده داخل المول المجاور و حشر الناس فيها...و على اثر هذا الانفجار الكهربائي توقفت احدى السيارات فجاه لتستطلع ما جرى فصدمتها السياره التي تسير خلفها و السياره التي تسير خلف السياره الثانيه و هكذا الى ان بلغ عدد السيارات المتصادمه تسع سيارات...حدث كل هذا في وقت قصير و انا فاغرا فاهي على ما يجري

ما اطولها عليك لبيبوف...رايت شرطي تجرجره امراه عجوز و تقول له " هذا هو المسبب " ...نفس موقف الوز...و ما ادري شنو هذا حظي مع العجائز... لكن هذه المره كان العشرات من الناس مع العجوز و الكل يشير الي  و يقول " نعم انه هو " ...المهم تقدم الشرطي الحباب و قبل ان يسالني اي شئ  قلت له " لحظه معي ابني الصغير ..اعطني دقيقه حتى اتصل بامه لتأخذه معها " ...و هكذا يا عزيزي لبيب و للمره الثانيه شهد ابني الصغير اباه يقتاده شرطي حباب و ياخذه بعيدا.

ما اريد اطولها عليك لبيبووف...و اوووف من القهر...كل شركات التامين لاصحاب المطاعم و المتاجر و شركه الكهرباء و المول تركض وراء اخوك ابو اكرم..مندوب  شركه التامين التي كنت مؤمن معهم قالوا لي " يوم اكشر يوم اللي وقعنا بوليصه تامين معك " اما القاضي الحباب الذي نظر في قضيتي قال لي " ابني انت ما عندك نقود تغطي الاضرار...و لو حكمت عليك بالخدمه الاجتماعيه فمعنى ذلك انك يجب ان تقضي ايامك المتبقيه حتى تبلغ التسعين من العمر في الخدمه الاجتماعيه...و الله حيره شلون احكم بهذه القضيه "
و هكذا عزيزي لبيب تذكرت ايام طفولتي من كنت اطير الطياره الورقيه عاليا و تشتبك مع اسلاك الكهرباء...كل ما كان علي فعله هو قطع الخيط و الهرب الى بيت عمي الى ان ياتي عمال الكهرباء لتصليح العطل و تعود الحياه كما كانت...الحياه لم يكن فيها مثل هذا التعقيد...شنو اللي صار بالدنيا

طبعا كتبت لصديقي ابو اكرم مواسيا و قلت له " عزيزي و قرًه عيني ابو أكرم...أحمد ربك و اشكره انك كنت تقود طائرتك في بلد اجنبي...هاي انت لو بالعراق كان اول ما طيرت طيارتك كان انتفت بصاروخ امريكي طيرك انت و من معك....بس هاي قبل...هسه الحمد لله ...تكدر تطير طيارتك بالعراق و انت مرتاح...لان السياده رجعت لنا و ما كو واحد يكدر يتحارش بيك ...كما انه ماكو كهرباء فلا تدير بال اذا فاتت طيارتك بين اسلاك الكهرباء...ارجع هنا و طيًر طيارات على راحتك...بس دير بالك زين...دير بالك طيارتك تصدم واحد من افيال الحكومه الطائره...تره يخلوك تطير مع اسراب الوز و بدون اجنحه...مو تكول ما كللي لبيب...لانه هيه هاي ضريبه السياده